تستعد مدينة "أور" جنوب العراق، لاستقبال بابا الفاتيكان، الذي يقوم بزيارة تاريخية إلى البلاد، فما هي أهمية هذا الموقع، ولماذا وقع اختيار البابا فرنسيس عليها مع وجود العديد من المناطق الأثرية الأخرى الكثيرة؟.
تمثل "أور" الأثرية موقعا رمزيا لأتباع مختلف الديانات السماوية، وذلك لكونها ذكرت في الكتب المقدسة كمسقط رأس النبي إبراهيم الذي رفض تعدد الآلهة، وخرج حاملا رسالة التوحيد.
وتعود شهرة موقع "أور" لسنة 1922، حين اكتشف السير ليونارد وولي المقبرة الملكية ومجمعا كبيرا من المقابر أطلق عليه اسم "حفرة الموت العظمى".
وحسبما ذكر موقع "موسوعة تاريخ العالم"، فقد كانت "أور" مركزا تجاريا بارزا بفضل موقعها على النقطة المحورية التي يصب عندها نهرا دجلة والفرات في الخليج العربي، وأثبتت التنقيبات الأثرية أنها حازت منذ قديم الزمان على ثروة هائلة وأن سكانها تمتعوا بمستوى جيد من الحياة.
وكانت "أور" عاصمة للدولة السومرية عام 2100 قبل الميلاد، وتحتضن "زقورة أور" التي تعتبر من أقدم المعابد في العراق، وبناها مؤسس سلالة "أور" الثالثة، سنة 2050 قبل الميلاد.
وتم اكتشاف بقايا الزقورة لأول مرة بواسطة، الجيولوجي البريطاني، ويليام لوفتوس في عام 1850، وتم الحفر الشامل والكشف عن بقايا المعبد في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، بواسطة عالم الآثار السير ليونارد وولي.
وظلت "أور" مسكونة حتى الحقبة المبكرة من العهد الأخميني (550 قبل الميلاد - 330 قبل الميلاد) لكن سكانها كانوا يهاجرون منها الواحد تلو الآخر بسبب التغير المناخي وانهاك التربة، فكانوا يذهبون إلى شمال العراق أو جنوبا، وتضاءلت أهمية المدينة ببطء مع انحسار سواحل الخليج العربي عنها جنوبا، حتى أضحت أطلالا نحو 450 قبل الميلاد.
وكانت تقارير إعلامية عراقية قد أشارت إلى إنارة السلطات للزقورة بمحافظة ذي قار للمرة الأولى منذ 4 آلاف عاما، استعدادا لاستقبال البابا، كما تم إيقاف الرحلات السياحية التي تقصد الموقع الأثري.