رجحت مصادر ليبية خاصة لموقع سكاي نيوز عربية أن يكون خروج رئيس حكومة الوفاق فائز السراج من العاصمة الليبية طرابلس، هو الخطوة الأولى نحو الاختفاء التدريجي من المشهد السياسي الليبي.
يأتي ذلك بعد تكليف أصدره السراج، قبيل مغادرته طرابلس السبت لنائبه أحمد معيتيق بمهام وصلاحيات رئيس المجلس الرئاسي اعتبارا منذ أمس الأحد، وإلى حين عودته إلى الوطن.
ونشرت مجلة "كوري ديلا سيرا" الإيطالية أن السراج خضع لعملية جراحية استغرقت خمس ساعات في إحدى مستشفيات روما، صباح اليوم الإثنين.
وتوقعت مصادر تحدثت لسكاي نيوز عربية ألا تكون عودة السراج قريبة، مرجحة أن يذهب إلى لندن، لقضاء فترة النقاهة، حيث تعيش أسرته هناك.
وربطت المصادر الأمر بمدى قدرة الليبين حاليا على التوافق لمنح الثقة للمجلس الرئاسي الجديد وحكومة الوحدة الوطنية، إذ من المنتظر أن ينعقد مجلس النواب في جلسة مكتملة النصاب لبحث تلك المسألة.
وإلى ذلك الحين، سيباشر معيتيق مهام السراج، وبالفعل كان حاضرا في الصورة كممثل لـ"الوفاق" في محادثات الترتيبات اللازمة لتسليم السلطة، مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الجديد لدى ليبيا يان كوبيش، كما ناقش مع البعثة أيضا سبل فتح الطريق الساحلي إتماما لاتفاق وقف إطلاق النار، ومسألة توفير لقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجد.
ويقول الخبير الاستراتيجي الليبي رمزي الرميح إن السراج يعلم أنه مغادر بطبيعة الحال بعد انتخاب السلطة الانتقالية الجديدة، مشيرا إلى أنه لم يعد يملك كثيرا من الخيارات فهو محاصر داخليا بميليشيات لا تريد إلا المال وخارجيا بدول لم تثق في قيادته.
وأضاف الرميح، في حديثه إلى "سكاي نيوز عربية"، أنه كان من الخطأ في البداية الإتيان بـ"السراج" وتهميش الآخرين، وحاليا تم تلافي الخطأ باختيار السلطة الجديدة، وأصبح هناك مرحلة جديدة من المفترض أن تنتهي إلى انتخابات عامة في 24 ديسمبر المقبل.
وفي نفس السياق، ذكر المحلل السياسي الليبي يعرب البدراوي أن السراج خلف تركة سيئة في إدارة البلاد، حتى بالمقارنة مع عهود الاحتلال.، على حد تعبيره.
ودعا يعرب رئيس المجلس الرئاسي الجديد محمد المنفي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد دبيبة إلى تلافي الوقوع فيما أسلف السراج من أخطاء.