بعد أيام على بدء هجمات عسكرية تركية شمالي العراق تحت عنوان "مخلب النسر 2"، أعلنت أنقرة وقف هذه الهجمات في دهوك، وسط تضارب بين "الرواية التركية" و"الرواية الكردية" لنتائج هذه العملية، وأسباب توقفها.
وأعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار انتهاء العملية العسكرية "مخلب النسر 2" التي نفذها الجيش التركي في العاشر من الشهر الجاري بعد مقتل عشرات من المقاتلين الأكراد.
وبحسب التصريحات التركية، فإن العملية العسكرية أدت أيضا إلى تدمير مخازن الذخيرة وقواعد لمقاتلين أكراد في منطقة غارا بإقليم كردستان العراق، نفذت فيها أيضا ضربات جوية وتم خلالها نشر جنود جرى حملهم بالمروحيات، في حين قتل ثلاثة جنود أتراك وأصيب ثلاثة أخرين.
وفي المقابل تقول مصادر كردية إن خسائر بشرية تركية فادحة وراء وقف الهجوم التركي، إذ قتل أكثر من 50 جنديا إضافة إلى عشرات الجرحى.
وبينما يقول أكار إنه تم العثور على جثث 13 مواطنا تركيا خطفهم مسلحون أكراد في مجمع كهوف شمال العراق، يرد الأكراد بتصريحات مغايرة تماما تقول إن الغارات الجوية التركية استهدفت سجنا كان يضم بضع عشرات من أفراد الجيش التركي وعناصر المخابرات التركية الذين كانوا أسرى مما أدى إلى مقتل 13 منهم.
وبجانب تلك التطورات يرى البعض أن هناك سببا آخر يكمن وراء وقف تركيا لعملياتها العسكرية في إقليم كردستان العراق وهو أن واشنطن دخلت على خط الأزمة وحثت أنقرة على مراعاة السيادة العراقية، إضافة إلى أن أنقرة لديها مخاوف من اتساع دائرة الخلافات مع الولايات المتحدة، حيث تعكر الكثير من الملفات الأخرى صفو العلاقة بين أنقرة وواشنطن.
ووسط الشد والجذب بين الأكراد وتركيا، لا يتوقع أن يكون إعلان وقف العملية التركية العسكرية نهاية للصراع بين الطرفين، وسط إصرار أنقرة على تدمير قواعد حزب العمال الكردستاني الذي يحتفظ بقواعد في شمال العراق.