يشهد الصومال منذ خروج القوات الأميركية الشهر الماضي، تفجيرات وهجمات إرهابية متكررة، تتبنى مسؤوليتها حركة الشباب الإرهابية كان آخرها انفجار سيارة مفخخة، السبت، بالقرب من نقطة تفتيش خارج القصر الرئاسي في العاصمة مقديشو.
ونتج عن هذه العملية الانتحارية مقتل 3 أشخاص على الأقل وإصابة 8 آخرون، حيث قال المتحدث باسم الشرطة الصومالية، صادق علي عدن، إن السائق تحدى أوامر التوقف، وفتحت الشرطة النار بينما كان المارة يفرون للنجاة بحياتهم، لافتا إلى أن أكثر من 12 سيارة دمرت في الانفجار.
وقال المسؤول الأمني الصومالي عبد الرحمن محمد، إن "الشرطة كانت تطارد السيارة المعادية بعدما رصدتها على بعد بضعة كيلومترات عن الموقع الذي انفجرت فيه".
فزاعة الخوف
في تصريح خاص لموقع سكاي نيوز عربية يقول المحلل السياسي الصومالي، عبد الفتاح موسى أن تصاعد حدة الهجمات الأخيرة التي طالت العاصمة مقديشو، ربما تقف خلفها أسباب تتعلق برغبة حركة (الشباب الإرهابية) إيصال رسالة إلى الحكومة الفيدرالية بقدرتها على الوصول إلى عمق العاصمة وتنفيذ عمليات فيها.
تشتيت القوى الأمنية
أما المحلل السياسي الصومالي، أشرف يوسف، قال إن حركة الشباب الإرهابية، استغلت انشغال الحكومة بالصراع السياسي حول الانتخابات ومحاولة دعم إعادة انتخاب الرئيس محمد عبد الله فرماجو لولاية ثانية، من أجل تنشيط هجماتها الإرهابية في العاصمة مقديشو.
وأضاف يوسف لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن العاصمة شهدت حالة من التراخي الأمني، بسبب تركيز الدوريات الأمنية على حماية المجمع الرئاسي، لأن الحكومة كانت تخشى من أن يتسبب الصراع السياسي الدائر إلى حالة عصيان مسلح من جانب المعارضة، ولذلك صبت اهتمامها على المجمع الرئاسي، وتركت باقي العاصمة فريسة سهلة لهجمات أنصار حركة الشباب.
هجمات سابقة
وفي يوم 7 فبراير الجاري، قتل 15 شخصا في هجمات متفرقة بالبلاد، بينهم 12 عسكريا على الأقل بينهم قائد في المخابرات، وأصيب آخرون بجروح خطيرة، جراء تفجير إرهابي بعبوة ناسفة، زرعت على جانب الطريق الذي يربط بين مدينتي طوسمريب وغوريعيل بمحافظة غلغدود وسط البلاد.
وفي 31 يناير الماضي، قتل 5 مدنيين على الأقل وأصيب 10 آخرون في هجوم شنته حركة الشباب على فندق بوسط مقديشو.
وقالت إذاعة الأندلس التابعة للحركة الإرهابية، إن عناصر الحركة اقتحمت الفندق بعد تفجير سيارة ملغومة، وأضافت في بيان أن مقاتليها نفذوا عملية انتحارية في فندق أفريك الذي يتخذه مسؤولو الحكومة مقرا لهم.
إدانة أممية
وشجب جيمس سوان الممثل الخاص للأمين العام للصومال ورئيس بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في الصومال (يونصوم)، في بيان، الهجمات التي شهدتها الصومال مؤخرا، قائلا: "لقد روّعتنا هذه الهجمات المستهجنة الخرقاء على أماكن يرتادها مدنيون أبرياء، وندينها بأشد العبارات"، كما عبرت الأمم المتحدة، عن تعازيها لأسر الضحايا، متمنية الشفاء العاجل للمصابين.
صراع مستمر
ومنذ سقوط النظام العسكري برئاسة محمد سياد بري، في 1991، شهدت الصومال حالة من الفوضى، كما تلاها صعود نفوذ حركة الشباب الإرهابية.
وكثيرا ما تتعرض مقديشو لهجمات تشنها الحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة، والتي تشن تمردا عنيفا منذ سنوات، سعيا للإطاحة بالحكومة المدعومة من المجتمع الدولي في مقديشو.
وطُردت الحركة من مقديشو في 2011 لكنها لا تزال تسيطر على مساحات من الأراضي، حيث تخطط وتنفذ هجمات دامية متكررة على أهداف حكومية ومدنية.