توقعت وزيرة الصحة المصرية هالة زايد، زيادة جديدة في أعداد إصابات ووفيات فيروس كورونا المستجد في البلاد، خلال شهري أبريل ومايو المقبلين، في وقت يتزامن ذلك مع شهر رمضان، الذي من المنتظر أن يبدأ منتصف أبريل، مما يزيد المخاوف من صعوبة تنفيذ الإجراءات الاحترازية بصرامة.
وقالت وزيرة الصحة المصرية، في مؤتمر صحفي عقدته منظمة الصحة العالمية الخميس، إن "بداية ارتفاع إصابات كورونا مجددا ستكون في أبريل المقبل، على أن تكون ذروة هذه الموجة في نهاية الشهر وبداية مايو".
وشهدت أعداد إصابات كورونا التي تسجلها وزارة الصحة زيادة طفيفة مؤخرا. وفي أحدث إحصاء رسمي، أعلنت الوزارة الأربعاء، عن 610 حالات جديدة، رفعت إجمالي المرضى إلى 171390 حالة، شفي منهم 133331، و53 وفاة جديدة ليصل مجموع ضحايا الوباء إلى 9804.
وأضافت هالة زايد أنه "بالنظر إلى بداية الجائحة في مصر بالموجة الأولى، كانت ذروة الوباء خلال أبريل ومايو، ثم انخفضت الأعداد تباعا.. هكذا سيكون الحال في الفترة المقبلة مثلما حدث العام الماضي".
بدوره، قال رئيس الإدارة المركزية لشؤون الطب الوقائي في وزارة الصحة المصرية، محمد عبد الفتاح، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه "في ضوء عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية، فإن ذلك يهدد بزيادة إصابات كورونا مجددا، فضلا عن أنه من المعتاد أن يشهد شهر أبريل موجة من التقلبات الجوية إثر تغيّر فصول العام بين الشتاء والربيع، إلى جانب موجات الخماسين، والميل لإغلاق المنازل مدة أطول، وهذا كله قد يؤدي لزيادة في أعداد الإصابات الفترة المقبلة".
أكثر ما يخيف عبد الفتاح، هو زيادة إصابات كورونا خلال شهر رمضان المقبل، قائلا إنه "في المناسبات الاجتماعية والدينية، يميل الغالبية العظمى من الناس إلى التجمعات والأماكن المغلقة، مما يؤدي لزيادة الاختلاط بشكل غير طبيعي، وبالتالي يسهم في زيادة عدد حالات كوفيد-19".
لكن المسؤول يرى أن تشديد الحكومة في فرض الإجراءات الاحترازية وإجراءات التباعد الاجتماعي، مع التوسع في حملة التطعيم بلقاح كورونا، كلها عوامل ستؤدي إلى التخفيف من آثار هذه الفترة.
خبرات في التعامل
من جانبه، قال أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، إسلام عنان، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن السلطات الصحية في مصر لديها الخبرات الكافية للتعامل مع الموجة الثالثة المتوقعة لكورونا خلال شهري أبريل ومايو المقبلين.
وأضاف أنه "بشكل عام؛ فنظام الفيروسات يسير إما موجة واحدة ثم يختفي، أو موجات متتالية، وفيروس كورونا يسير في السيناريو الثاني، وسنشهد الثالثة منها خلال الفترة المقبلة".
وعن توقعاته لهذه الموجة، قال عنان: "من المتوقع أن يكون الفيروس أكثر انتشارا، لكنه لن يكون أكثر شراسة وستقل حدته بشكل كبير، وهذا سيؤدي لنتائج إيجابية بانخفاض نسبة الوفيات بالنظر لأعداد الإصابات".
وتابع: "هذه الموجة لن تكون مثل الموجات السابقة لأسباب لها علاقة بظروف خاصة بالفيروس وتحوره، ولأسباب مرتبطة بالقدرة الصحية والخبرات الكبيرة المتراكمة للتعامل مع الوباء من الموجتين الأولى والثانية".
وأوضح عنان أن هناك عدة عوامل ستساهم في نجاح مصر بالتعامل مع الموجة الثالثة المتوقعة، على رأسها الخبرات الكبيرة داخل المستشفيات، واستخدام بروتوكول العلاج المحدث الذي ساهم في زيادة نسب التعافي، إلى جانب التوسع في حملة التطعيم بلقاح كورونا، لافتا إلى أن هذه العوامل ستؤدي لخفض كبير بأعداد الوفيات.
وكانت الحكومة المصرية قد أعلنت الانتهاء من تطعيم الفرق الطبية في مستشفيات "العزل والحميات والصدر"، كونهم خط الدفاع الأول ضد فيروس كورونا، على أن تستكمل حملتها لتطعيم الأطقم الطبية في باقي المستشفيات.
وأشار المتحدث باسم مجلس الوزراء، نادر سعد، في تصريحات تلفزيونية، إلى استمرار تدفق شحنات جرعات لقاح كورونا اعتبارا من النصف الثاني من فبراير الجاري، بوصول دفعات من التحالف الدولي للقاحات والأمصال، وكذلك دفعة اللقاحات الهدية المقدمة من الصين.
وبشكل عام، يرى أستاذ علم انتشار الأوبئة، أن "هذه الموجة ستنحسر خلال شهر يوليو المقبل".
استقرار راهن
واقعيا؛ يقول نائب مدير مستشفى حميات إمبابة بالجيزة (حكومي)، ماهر الجارحي، إن أعداد الإصابات "مستقرة حاليا"، بعد انخفاضها بشكل ملحوظ منذ شهر يناير الماضي.
وأضاف الجارحي في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "هناك انخفاضا كذلك في التردد على المستشفيات التي تستقبل حالات الاشتباه والإصابة بكورونا"، معتبرا أن مصر "تسير بشكل جيد في ظل تطبيق الإجراءات الاحترازية، وزيادة الوعي المجتمعي بأساليب مكافحة العدوى وحماية المواطنين من الإصابة".