في حين يستعد وفد شعبي سوداني يضم سياسيين ورياضيين وناشطين لزيارة إسرائيل خلال الأسابيع المقبلة، ينقسم الشارع السوداني حول العلاقة مع إسرائيل بين فريق مؤيد يدعو لواقعية تحقيق المصالح، وآخر معارض مستندا إلى ضرورة وضع المسألة في أطرها السياسية.
وفي خضم الأزمات والأوضاع الاقتصادية والسياسية المعقدة التي يعيشها السودان منذ الإطاحة بنظام المخلوع عمر البشير في أبريل 2019، تزايدت ديناميكية النقاش حول العلاقات الخارجية.
وتركز النقاش خلال الأشهر الثمانية الماضية بشكل أكبر حول العلاقة مع إسرائيل، خصوصا بعد اللقاء المفاجئ بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي في العاصمة الأوغندية في فبراير الماضي، والأنباء التي رشحت مؤخرا عن ربط الإدارة الأميركية مسألة شطب اسم السودان من قائمة الإرهاب بملف العلاقة مع إسرائيل.
دبلوماسية شعبية
وأكد أبو القاسم برطم، وهو أحد المبادرين بتنظيم زيارة الوفد الشعبي السوداني إلى إسرائيل، اكتمال استعدادات الوفد لتلك الزيارة التي تعتبر الأولى من نوعها.
وقال برطم لموقع سكاي نيوز إن الهدف الأساسي من الزيارة هو كسر الحاجز النفسي تجاه إسرائيل وتغيير كافة المفاهيم الخاطئة التي أدت لتأخر السودان طوال السنوات الماضية، بحسب تعبيره.
وأوضح برطم أن القضية الفلسطينية قضية عادلة، لكن ليس هنالك من طريق لحلها إلا عبر التعايش، مشيرا إلى أنه ليس هنالك ما يمنع السودان من إقامة علاقة مع إسرائيل طالما أنه يقيم علاقات جيدة مع الصين وروسيا رغم اختلاف السياسات والتوجهات.
ويشدد برطم على أنه لا علاقة لزيارة الوفد الشعبي السوداني بأي جهات حكومية سواء في السودان أو إسرائيل، مؤكدا أن تغطية كافة نفقاتها تأتي من تبرعات مقدمة من عدد من رجال الأعمال السودانيين.
ويرى عثمان إدريس أبو راس، القيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي، أن السودانيين في هذه المرحلة يسعون لإقامة علاقات متوازنة تحترم المواثيق والمعاهدات الدولية ولا يقبلون أن تربط أزماتهم الداخلية بملفات لا علاقة لها بها، بحسب تعبيره.
ديناميكية جديدة
من جانبه، يشدد مبارك الفاضل المهدي رئيس حزب الأمة -الإصلاح والتجديد- إلى ضرورة أن يتجه السودان لتحقيق مصالحه من خلال إقامة علاقات متوازنة مع العالم الخارجي، بما في ذلك إسرائيل.
ويقول المهدي لموقع سكاي نيوز إن هنالك الكثير من المتغيرات على الأرض، من بيها التحول الواضح في ديناميكيات السياسة الدولية، والتغير الكبير في مفاهيم الجيل الجديد، وعلو كعب المصالح الاقتصادية بدلا عن الأيديولوجيات والعواطف.
ويضيف المهدي أن السودان يعيش أوضاعا صعبة في ظل استمرار العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه بسبب إدراجه في قائمة الدول الراعية للإرهاب.
جدل مستمر
وعلى عكس المهدي وبرطم، يلفت معتز محجوب الباحث في العلوم السياسية، إلى ضرورة وضع مسألة العلاقة مع إسرائيل في إطارها القانوني والسياسي.
ويشرح ذلك بالقول بأن إسرائيل تعتبر "دولة محتلة" بحسب قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، لذلك فإن أي علاقة معها يجب أن تبدأ بعد تنفيذ تلك القرارات وبالاستناد إلى حل الدولتين.
في المقابل، يرى حسين قمر حسين عضو جمعية الصداقة الشعبية السودانية الإسرائيلية إن تغير الديناميكيات السياسية يتطلب ضرورة تفعيل الدبلوماسية الشعبية من أجل الإسهام في حل المشكلات وخصوصا القضية الفلسطينية.
وأشار حسين في حديثه لموقع سكاي نيوز إلى أنهم يسعون إلى ترسيخ أسس التسامح والتعايش من خلال الصداقة مع الإسرائيليين.