فوجئ مشتركو خدمات الاتصالات في السودان بقرار قطع خدمة الإنترنت لمدة 3 ساعات يوميا من 13 وحتى 24 سبتمبر، وهي فترة امتحانات الشهادة السودانية المؤهلة لدخول الجامعة والتي يتقدم لها أكثر من 540 ألف طالب وطالبة.
ونشرت جهات مجهولة في وقت متأخر من مساء الأربعاء ما وصفتها بـ"ورقة امتحان مادة الكيمياء"، وذلك قبل 8 ساعات من الموعد المقرر للامتحان صباح الخميس.
ورغم أن "سكاي نيوز عربية" لم تتأكد من صحة الورقة، إلا أن إعلان السلطات السودانية قطع خدمة الإنترنت في عموم أنحاء البلاد خلال فترة الامتحانات، أثار تكهنات عن احتمال صحة تسريب بعض الأوراق عبر الشبكة العنكبوتية.
وتجرى امتحانات هذا العام في ظل ظروف صعبة، بسبب الفيضانات التي اجتاحت 16 من ولايات البلاد الـ18، وأدت إلى تشريد 650 ألف مواطن، وقطعت عددا من الطرق الرئيسية.
وخلال الأسابيع الماضية راجت تقارير عن أعمال تخريب يقوم بها عناصر موالين للنظام السابق في وظائف حساسة في عدد من مؤسسات الدولة، وعلى رأسها وزارة التربية والتعليم التي تشرف على الامتحانات.
وهذه ليست المرة الأولى التي تدور فيها شكوك بشأن تأمين الامتحانات، ففي عام 2018، أقرت الحكومة السابقة بتسرب امتحان مادة الكيمياء أيضا، وتم القبض على عدد من المتهمين وقتها.
يأتي هذا فيما تؤكد السلطات السودانية على اتخاذ إجراءات مشددة لتأمين الامتحانات ومنع تسريبها.
ومن بين أهم تلك الإجراءات طباعة الامتحان في مكان سري لا يسمح بالدخول إليه حتى لأفراد القوات النظامية، ولا يسمح لأي مشارك في وضع وطباعة الامتحان بالخروج من المباني التي تتم فيها طباعة الامتحانات إلا بعد نهاية آخر جلسة، كما يمنعون من استخدام الهواتف المحمولة.
وقوبل قرار قطع خدمة الإنترنت بانتقادات حادة من المستخدمين، وعدد من الهيئات المختصة.
وقالت منظمة الشفافية السودانية إن قطع الإنترنت خلال فترة الامتحان التي تبدأ عند الثامنة وتنتهي في الحادية عشرة صباحا، يكبد الكثير من المؤسسات والقطاعات التجارية والخدمية خسائر ضخمة.
وعبرت المنظمة عن استغرابها من سماح وزارة التربية والتعليم للممتحنين بدخول قاعات الامتحان بهواتفهم.