كانت الرعاية الصحية في سجن رومية محل سؤال وانتقاد كبيرين، وذلك بسبب الاكتظاظ الكبير داخل مبانيه، حيث يقترب عدد نزلائه من خمسة آلاف، في حين أنه يتسع لـ1500 سجين أو موقوف.
وتضاعفت المخاوف في الساعات الأخيرة بعد كشف قوى الأمن الداخلي عن إصابة 13 نزيلا و9 من عناصر الأمن في السجن، موضحة في بيان أنه تم نقل السجناء إلى داخل مبنى كان قد جهّز للحجر في السجن المركزي، وقد خصص بالتعاون مع وزارة الصحة العامة والصليب الأحمر الدولي ومنظمة الصحة العالمية.
كما أشار البيان إلى تجهيز أقسام في عدة مستشفيات حكومية لمعالجة من هم بحاجة لعلاج، ومتابعتهم، لكن صورا حديثة سربت من داخل السجن كشفت عن حجم الاختلاط والاكتظاظ، وانعدام أي شكل من أشكال الوقاية، الأمر الذي ينذر بكارثة صحية.
وتدحض ادعاءات قوى الأمن فيديوهات حصلت عليها "سكاي نيوز عربية"، تظهر مخالطة مصابين مع سجناء آخرين، وبشكل يرفع من خطورة انتقال العدوى بين النزلاء.
وفي الصور الخاصة بـ"سكاي نيوز عربية"، من داخل السجن يظهر "شاويش" (يتولى إدارة شؤون قسم من السجن والسجناء بإشراف إدارة السجن) يدعى حسين حرب وهو مصاب بـفيروس كورونا، ويهدد المسؤولين بعملية فرار جماعية في حال لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتهم من تفشي الوباء.
كما يبين الفيديو تجمع العشرات إلى جانب "الشاويش" من دون اتخاذ أي إجراءات وقائية لمنع انتقال العدوى.
وأفادت مصادر من داخل السجن، أن إدارة "سجن رومية" سحبت كل عناصر قوى الأمن من مبنى المحكومين خشية تفشي الإصابات وانتقالها من النزلاء إلى العناصر الأمنية أو العكس.
وتواصل فرق صحية وصلت الى السجن منذ يومين إجراء المزيد من الفحوص للنزلاء لتحديد حجم تفشي الوباء، كما تم توقيف كل عمليات سوق السجناء أو نقلهم إلى قصور العدل لمتابعة محاكماتهم.
وتقول مصادر قانونية إن أزمة الاكتظاظ في "رومية" تعود الى البطء في إجراءات إخلاء السبيل لعدد من المحكومين، والبت في أحكام موقوفين.