بعد 12 يوماً من "العقاب التركي" لسكان محافظة الحسكة السورية، قررت أنقرة أخيرا إعادة تشغيل محطة علوك التي تغذي المحافظة وريفها بالمياه.
معاناة عاشها آلاف المدنيين من سكان المدينة، أثارت ردود فعل غاضبة لدى المنظمات الإنسانية والعديد من النشطاء.
حملة أطلقت بعنوان "العطش يخنق الحسكة" كانت بمثابة "صرخة سورية" ملأت مواقع التواصل الاجتماعي، والهدف تسليط الضوء على نحو مليون مدني في المحافظة يعانون من جراء قيام تركيا بإيقاف ضخ المياه إليهم.
الناشطون أطلقوا صرخاتهم ضد "حرب المياه" التي أقدمت عليها تركيا بعدما عاشوا نحو أسبوعين يعانون على وقع "ابتزاز أنقرة" على حد قولهم.
وكان الهلال الأحمر السوري وجه نداءات عاجلة إلى كافة الجهات الدولية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لأن الظروف القاسية التي عشاها أهالي محافظة الحسكة نتيجة السلوك التركي أمر مخالف للقانون الدولي الإنساني.
وتأتي حرب المياه هذه بحسب ناشطين كعقاب لسكان المحافظة، سببه أنهم يعيشون تحت إدارة قوات سوريا الديمقراطية، التي تعتبرها أنقرة عدوةً لها.
وهو عقاب ترجمته القوات التركية والفصائل الموالية لها في منتصف شهر أكتوبر الماضي، من خلال السيطرة على مدينة رأس العين وعلى محطة "علوك" بشكل كامل.
ومنذ ذلك التاريخ، بدأت مدينة الحسكة تعاني من أزمة مياه خانقة، كانت ستوصلها إلى كارثة إنسانية في حال استمر الجانب التركي في تعنّته، فأغلب الكميات المخزّنة من مياه الشرب والاستهلاك قد نفذت، والصهاريج باتت عاجزةً عن تلبية احتياجات السكان.