قررت الوساطة التي تشرف على مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية في جوبا تجميد التفاوض مع الحركة الشعبية -شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو.
وقال توت قلواك رئيس فريق الوساطة إنه سيتم التشاور بين فريق الوساطة وقيادة الحركة بشأن إستئناف المفاوضات لاحقاً، مبيناً أن وفد الحركة المفاوض سيظل موجوداً بجوبا.
وكانت الحركة الشعبية شمال - جناح عبدالعزيز الحلو قد أعلنت، يوم الخميس، انسحابها من المفاوضات احتجاجا على رئاسة محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي لوفد الحكومة المفاوض.
وقال محمد يوسف محمد القيادي في الحركة لـموقع "سكاي نيوز عربية" إن تركيبة الوفد الحكومي الحالية تعتبر خرقا واضحا لمقررات الوثيقة الدستورية،
وأشار يوسف محمد إلى أنهم لن يعودوا إلى طاولة المفاوضات إلى حين تعديل الوضع والاستناد إلى مقررات الوثيقة الدستورية التي تنص على أيلولة ملف مفاوضات السلام لمجلس الوزراء.
وقال قلواك إنه ليس من حق أي جهة تحديد من يتفاوض باسم الجهة الأخرى، مشيرا إلى أن المفاوضات ستستمر في كافة المسارات الأخري بغية الوصول إلى إتفاق سلام شامل في السودان.
وشهدت الحركة الشعبية شمال خلال السنوات الأخيرة انشقاقا بعد انقسامها إلى جناحين أحدهما بقيادة عبد العزيز الحلو والآخر بقيادة مالك عقار.
وتقاتل الحركة الشعبية جناح الحلو في منطقة جبال النوبة، وتطالب بعلمانية الدولة وتوحيد الجيش السوداني.
ومنذ سنوات ظل السودان يعيش حروبا أهلية حصدت أرواح نحو 4 ملايين شخص وأجبرت أكثر من 10 ملايين على النزوح الداخلي هربا من الموت أو اللجوء إلى بلدان أخرى بحثا عن الأمان والاستقرار.
ورغم انحصار الحرب منذ 1955 في جنوب السودان الذي انفصل وفقا لمقررات مؤتمر نيفاشا، وكون دولته المستقلة في العام 2011، إلا أن نطاقها الجغرافي بدأ في الاتساع مع مطلع الألفية الحالية ليشمل مناطق عديدة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ما أدى إلى إهدار كم ضخم من الموارد وتسبب في خسائر مادية مباشرة وغير مباشرة تقدر بأكثر من 600 مليار دولار إضافة إلى خلق حالة من الغبن الاجتماعي.