بعد أكثر من 5 أيام على الانفجار المروع الذي ضرب مرفأ بيروت تفرض أزمة المفقودين نفسها على المشهد اللبناني.
مفقودون بات الأمل في العثور عليهم أحياء ضعيفا وفق ما أعلن الجيش اللبناني، حتى إن تمسك البعض بآمال تتحول تضعف شيئا فشيئا.
والأحد، تحدث محافظ بيروت، مروان عبود، عن 7 مفقودين لم يتم العثور عليهم حتى الآن بعد انفجار مرفأ بيروت، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هناك مفقودين "غير مصرح عنهم".
وقال عبود، وفق ما نقل مراسلنا، إن عمليات البحث مستمرة، لكن ذلك لا يبدو مشجعا تماما بالنظر إلى إعلان رسمي من المؤسسة العسكرية.
فقد أعلن الجيش اللبناني، الأحد، أن الأمل بات ضئيلاً في إمكان العثور على ناجين في موقع انفجار بيروت، حيث تعمل فرق إنقاذ لبنانية وأجنبية بحثا عن عالقين تحت أنقاض المرفأ المدمر.
وقال قائد فوج الهندسة في الجيش العقيد روجيه خوري في مؤتمر صحفي "من الممكن أن نقول إننا انتهينا من المرحلة الأولى وهي مرحلة إمكان العثور على أحياء".
وأضاف "كتقنيين نعمل على الأرض، باستطاعتنا القول إن الأمل ضعف في إمكان العثور على أحياء، ولذلك قررت عدة فرق أن تسحب عناصرها (..) بعدما اعتبرت أن عملها انتهى"، فيما بقيت فرق أخرى للعمل على رفع الركام والبحث عن أشلاء الضحايا.
ومنذ أيام، انهمك عمال إغاثة من لبنان وفرنسا وألمانيا وروسيا ودول أخرى في البحث عن ناجين، وتركزت العمليات عند مدخل غرفة تحكم صوامع القمح باتت على عمق أمتار تحت الأنقاض، وحيث يُعتقد أن أشخاصا عديدين كانوا يعملون هناك لحظة وقوع الانفجار.
وقال قائد فريق الدفاع المدني الفرنسي، الكولونيل فنسنت تيسييه، خلال المؤتمر الصحفي "في موقع الصوامع، عملنا بداية (..) من أجل الوصول إلى غرفة التحكم مع أمل العثور على ثمانية أو تسعة أشخاص" عالقين.
وأضاف "عملنا 48 ساعة متواصلة منذ صباح الخميس للوصول إلى غرفة التحكم تلك، وللأسف لم نعثر على ضحايا أحياء"، مشيراً إلى أنه بالتعاون مع فرق أخرى تم العثور على 5 جثث.
واسفر انفجار مرفأ بيروت عن مقتل 158 شخصاً وإصابة أكثر من ستة آلاف آخرين، كما تحدثت وزارة الصحة عن وجود 21 مفقوداً.
وبحسب السلطات، فإن الانفجار نجم عن حريق في مستودع خُزّن فيه 2750 طنّاً من مادّة نيترات الأمونيوم المصادرة من احدى السفن منذ عام 2013 من دون اتخاذ إجراءات الحماية اللازمة.
وأفاد مصدر أمني لوكالة فرانس برس، الأحد، أن "خبراء التفجير الفرنسيين تبين لهم أن انفجار المرفأ خلف حفرة بعمق 43 متراً".
وأعلن المعهد الأميركي للجيوفيزياء ومقره ولاية فيرجينيا، أن قوة الانفجار تعادل زلزالاً شدته 3,3 درجات على مقياس ريختر.