دعا المشاركون في المؤتمر الدولي لمساعدة ودعم لبنان إلى ضرورة إجراء تحقيق محايد وموثوق ومستقل بشأن انفجار مرفأ بيروت، كما اتفقوا على تسليم المساعدات مباشرة للشعب اللبناني.
وانعقد الأحد مؤتمر دولي افتراضي لدعم بيروت، بناء على دعوة من رئيس الجمهورية الفرنسية وأمين عام الأمم المتحدة، وذلك في أعقاب الانفجار المدمر الذي هز العاصمة اللبنانية الثلاثاء الماضي.
وأشاد البيان الختامي للمؤتمر "بالشجاعة الملفتة التي أظهرها أول المستجيبين والأطقم الطبية وفرق البحث والإنقاذ وجميع اللبنانيين والفرق الدولية المرسلة إلى بيروت لمساعدة الضحايا وتقديم جهود طارئة، بما في ذلك الصليب الأحمر وفرق الدفاع المدني اللبناني".
وشدد المشاركون على أن "المجتمع الدولي وأقرب أصدقاء لبنان وشركاءه لن يخذلوا الشعب اللبناني".
وقد قرّرت الدول والمنظمات الدولية المشاركة "العمل بحزم وبالتضامن لمساعدة بيروت والشعب اللبناني على تجاوز نتائج مأساة الرابع من أغسطس. واتفقوا على حشد موارد مهمة في الأيام والأسابيع القادمة بهدف تلبية الاحتياجات الفورية لبيروت والشعب اللبناني على أكمل وجه".
وذكر البيان "وفقا لتقييم الأمم المتحدة، هناك حاجات واضحة بصورة خاصة في القطاع الطبي والصحي، في المجال التربوي، في القطاع الغذائي وعلى صعيد إعادة التأهيل المُدنية، وهذه المحاور سوف تحظى بالأولوية ضمن برامج المساعدات الدولية الطارئة".
وقد توافق المؤتمرون على أن تكون مساعداتهم "سريعة وكافية ومتناسبة مع احتياجات الشعب اللبناني ومنسّقة جيدا تحت قيادة الأمم المتحدة، وأن تسلّم مباشرة للشعب اللبناني، بأعلى درجات الفعالية والشفافية".
وبناء على طلب لبنان، فقد اعتبر البيان أن "المساعدة من أجل تحقيق محايد وموثوق ومستقل في انفجار الرابع من أغسطس تشكّل حاجة فورية وهي متوفّرة".
كما عبر الشركاء عن استعدادهم "لدعم النهوض الاقتصادي والمالي للبنان، ممّا يستدعي، في إطار استراتيجية لتحقيق الاستقرار، التزام السلطات اللبنانية بالكامل القيام سريعا بالإجراءات والإصلاحات التي يتوقّعها الشعب اللبناني".
وحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السلطات اللبنانية إلى "التحرك لتجنيب البلاد الغرق، وللاستجابة للتطلعات التي يعبر عنها الشعب اللبناني حاليا بشكل مشروع في شوارع بيروت".
وتابع: "علينا أن نفعل جميعا ما أمكن لكي لا يهيمن العنف والفوضى" على المشهد في لبنان.
من جهته، حث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحكومة اللبنانية على إجراء تحقيق كامل وشفاف في انفجار بيروت، معربا عن استعداد واشنطن المشاركة فيه.
كما اتفق ترامب مع القادة الآخرين على العمل معا بشكل وثيق في جهود الاستجابة الدولية.
من جانبه، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن الشعب اللبناني يستحق أن يعرف حقيقة ما حدث، وأن تُطبق العدالة على المتسببين في هذا الحادث المروع، مشيراً إلى أنه ناقش "هذه المسألة الحساسة والهامة مع الأطراف اللبنانية"، في ضوء التجاذب بين إجراء تحقيق الوطني من ناحية، ودعوات إجراء تحقيق دولي من ناحية أخرى.
وأوضح أن الجامعة العربية مستعدة للمساعدة في أي تحقيق جاد ويتسم بالحياد من أجل الكشف عن الحقيقة كلها، ووضع المتسببين تحت طائلة العدالة.
وخلال مشاركته في المؤتمر، كشف وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان أن المملكة كانت "من أوائل الدول التي قدمت مساعدات إنسانية عاجلة عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وذلك إنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، تضامنا مع الشعب اللبناني الشقيق".
وأضاف: "نقف مع لبنان الشقيق ونؤكد على أهمية إجراء تحقيق شفاف ومستقل لكشف الأسباب التي أدت إلى الانفجار المروع".