ليس ثمة حاجة للتأكيد على أن موسم الحج هذا العام جاء مختلفا عن باقي المواسم السابقة، فالظروف المتمثلة بجائحة فيروس كورونا فرضت نفسها وبقوة على شكل تنظيم الحج هذا العام.
لكن المملكة العربية السعودية حققت نجاحا كبيرا واستثنائيا، وذلك استنادا إلى خبرات متراكمة استطاعت المملكة توظيفها ليحقق الموسم أعلى مقاييس النجاح.
التحدي الأبرز كان توفير كافة التدابير الصحية والإجراءات الوقائية للحجاج، والهدف ربح رهان تنظيم موسم خال من فيروس كورونا، وكان للمملكة ذلك، فلم تسجل أي إصابة بفيروس كورونا خلال موسم الحج.
البداية كانت بتقليص عدد الحجاج إلى 10 آلاف حاج فقط، خضعوا لحجر صحي قبل أداء المناسك.
وداخل الحرم حُددت أبواب للدخول وأخرى للخروج، مع توفير كاميرات حرارية وفرق طبية تقيس درجة حرارة الحجاج عند المداخل.
كما تم إلزام الحجاج باتباع إجراءات الوقاية مثل التباعد الاجتماعي واستخدام الكمامة.
وأعطي الحجاج ملابس خاصة يرتدونها أثناء المناسك مزوّدة بتكنولوجيا تساعد على قتل البكتيريا.
الطواف تم وفق جدولة تفويج الحجاج حول صحن الطواف، بما يضمن تقليل الازدحام، مع وضع مسارات واضحة على أرض الحرم لضمان مسافة آمنة.
أما دخول منى ومزدلفة وعرفات، فاقتصر فقط على من يحملون تصاريح للحج.
كما كان رمي الجمرات كذلك مختلفا هذا العام، حيث تم تحديد عدد الحجاج الذين سيرمون الجمرات في كل دور بخمسين حاجا، زُودوا بحصوات معقمة مسبقا، تم وضعها بأكياس مغلقة من قبل الجهة المنظمة.
وأخيرا، وضمن تدابير احترازية مكثفة، أدى حجاج بيت الله الحرام طواف الوداع بكل سلاسة.
الجهود التي بذلتها المملكة في هذا الموسم لم تقل شأناً عما بذلته في مواسم ماضية، بل إنها تميزت باحتياطات صحية غير اعتيادية، إذ أن تحدي فيروس كورونا الذي أرعب العالم أجمع، استوجب إجراءاتٍ استثنائية نجحت فيها السعودية بشهادة الجميع.