بعدما بدأ المرتزقة السوريين الموالين لتركيا في الهجرة من ليبيا إلى أوروبا، تأكدت الخطة، وظهرت الورقة المفضلة التي بات نظام رجب طيب أردوغان يشهرها في وجه الأوروبيين لابتزازهم، في وقت يقول مراقبون إنه تيقن من استحالة حسم معركة ليبيا لصحاله عسكريا.
قبل ليبيا كانت أنقرة قد فتحت للسوريين المجال، للذهاب إلى أوروبا عبر أراضيها، مما استفز التكتل الأوروبي، وتسبب في عملية استنفار على الحدود مع اليونان التي يسود علاقتها بتركيا توتر متصاعد.
واليوم تعود أنقرة لتلعب بالورقة ذاتها، وفقا لتصريحات المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، الذي كشف عن فتح تركيا خط تهريب المرتزقة السوريين عبر البحر المتوسط إلى أوروبا.
وأوضح المسماري في مؤتمر صحفي عقده في بنغازي أن هذا الخط ينطلق من مناطق طرابلس وصبراتة وزوارة، وهي خاضعة لميليشيات حكومة فايز السراج المتحالفة مع تركيا.
وأوضح أن هناك نحو 1000 سوري هربوا عبر زوارة وصبراته باتجاه أوروبا الأسبوع الماضي، من خلال زوارق قدمتها إحدى الدول الأوروبية دعما لخفر السواحل الليبية، لكنه يجري استغلالها الآن في الهجرة غير الشرعية.
وأشار إلى أن هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين كانوا من المرتزقة، كما لفت إلى تقارير تحدثت عن هروب 483 سوريا من ليبيا إلى أوروبا، الثلاثاء فقط.
وحذرت أوروبا من تصاعد موجة الهجرة غير الشرعية عبر البحر، مشيرة إلى أن هذه الهجرة قد لا تكون بريئة، فقد يكون من بينهم عناصر إرهابية تثير القلائل في القارة الأوروبية.
وقال المسماري إن هذا الملف سيظل مفتوحا في ظل الفوضى، وفي ظل وجود الغازي التركي، الذي يريد استمرار الأزمة.
وكانت تقارير سابقة كشفت قبل أشهر، أن العديد من المرتزقة السوريين الموالين لتركيا، نجحوا في الوصول إلى أوروبا عبر موانئ في ليبيا.
وتمكن الجيش الوطني الليبي من القبض على العديد منهم، كانوا بصدد الهجرة صوب إيطاليا، وبعضهم كان ينتمي إلى تنظيم داعش.
ويرى مراقبون أن الرئيس التركي يناور بالمرتزقة الذين جلبهم من سوريا، وزج بالآلاف منهم في ليبيا لتهديد الأمن الأوروبي.
ويراهن أردوغان بهذه المناورة على سيناريوهات الفوضى، حتى يستمر الخطر، بعدما تيقن استحالة حسم الحرب في ليبيا لصالحه، لتبقى ليبيا تشكل مصدر صداع للأوروبيين، لابتزازهم، ولدعم أجنداته السياسية.
قضية بلا شك ستثير مجددا هاجس دول الاتحاد الأوروبي، إذ تمثل الهجرة غير الشرعية أحد التهديدات التي تواجهها، خاصة من بوابة ليبيا، حيث تعد نقطة انطلاق رئيسية جنوب المتوسط لتهريب البشر عبر رحلات الموت.