أعلن توت قلواك، المستشار الأمني لرئيس دولة جنوب السودان، رئيس فريق الوساطة بمفاوضات السلام السودانية، أنه سينقل النتائج المبشرة التي توصلت لها الأطراف في الخرطوم لرئيس دولة جنوب السودان، راعى عملية السلام السودانية، ليتمكن من تقديم الدعوة لحضور احتفالات التوقيع على اتفاق بين الأطراف السودانية في جوبا، خلال أسبوع.
لكن الخبير الاستراتيجي الأمني أمين مجذوب أبدى في حديث لـ"سكاي نيوز عربية" تخوفه من أن يكون حديث قلواك انعكاس ليأس الوساطة من إطالة أمد المفاوضات، مما يجعلها تمارس ضغوطا على الطرفين للتوصل إلى اتفاق رغم عدم حسم عدد من الملفات وعلى رأسها الترتيبات الأمنية المهم للغاية، والذي لم تعلن حتى الآن عن ملامح واضحة بشأنها حتى الآن، مما يعني عدم حدوث تقدم ملحوظ.
ولفت مجذوب إلى عقبة أخرى تتمثل في غياب فصائل رئيسية، مثل حركة عبدالواحد محمد نور الذي ظل مقاطعا للمفاوضات منذ بدايتها، إضافة إلى المشكلات التي تواجه المفاوضات مع مسار الحركة الشعبية شمال، بقيادة عبدالعزيز الحلو.
وفي ذات السياق أقر مصدر مطلع على سير المفاوضات بوجود خلافات بشأن بعض الجوانب خصوصا فيما يتعلق بنسب المشاركة في المجلس التشريعي.
لكنه قال إن فريق الوساطة سيقدم خلال الساعات المقبلة ورقة توافقية حول تلك القضايا.
وأوضح المصدر لـ"سكاي نيوز عربية" أن البند المتعلق بالترتيبات الأمنية سيتم استكمال مناقشته في جوبا عاصمة جنوب السودان التي كانت تستضيف المفاوضات المباشرة، قبل تحولها إلى تقنية الفيديو كونفرس بسبب الاحتياطات التي فرضتها جائحة كورونا.
ومنذ انطلاق المفاوضات بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية في نهاية العام الماضي، تم تحديد 3 أسقف زمنية مختلفة للتوصل إلى اتفاق.
لكن الخلافات الكبيرة بشأن بعض القضايا الرئيسية مثل علاقة الدين بالدولة وتقاسم السلطة والترتيبات الأمنية حالت دون ذلك.
ويرى مراقبون أن توقيع اتفاق بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية سيساعد في تحقيق سلام جزئي، لكنه لن يؤدي إلى سلام شامل ونهائي في ظل غياب فصائل رئيسية أخرى.