وجد عدد من الجزائريين أنفسهم عالقين في الخارج، بعد تفشي وباء كورونا، وسط مطالب مستمرة بإعادتهم إلى الوطن بعد أشهر من "المعاناة" وما يقولون إنه بطء كبير في عمليات "الإجلاء".
وبحسب موقع "TSA" الجزائري، فإنه لا توجد بيانات دقيقة بشأن عدد العالقين في الخارج، لكن المرجح هو أن يكونوا بالمئات أو الآلاف.
ويتوزع العالقون في مختلف دول العالم، وكان بعضهم في الخارج لأجل السياحة أو في إطار زيارات للأقارب وقضاء أغراض مختلفة.
وقال البطل الأولمبي الجزائري، توفيق مخلوفي، وهو أحد العالقين أيضا، إنه يعاني ظروفا صعبة بعدما وجد نفسه غير قادر على مغادرة جنوب إفريقيا.
وكتب مخلوفي، في تدوينة على موقع "فيسبوك"، أنه عالق منذ أربعة أشهر، دون أن يحظى بفرصة الإجلاء صوب بلاده، نافيا وجود أي مبادرة لأجل إخراجه من هذا المأزق.
واستغرب البطل الجزائري أن يلقى هذه المعاملة في أزمة كورونا، وهو مواطن جزائري، رغم أنه رفع علم البلاد في محافل الرياضة، في وقت سابق.
وقال إنه كتب عن هذا الأمر حتى يعبر عما يشعر بها، مضيفا أنه لم ينقل هذه المعاناة حتى "يستدر عطف أي شخص".
وتشير بعض الأرقام إلى أن 600 جزائري علقوا في تركيا، بينما علق ما يقارب 300 شخص في كندا، من جراء إغلاق الحدود بسبب كورونا.
ومنذ إغلاق الحدود الجوية والبحرية مع الخارج، نظمت السلطات الجزائرية عددا من الرحلات لإعادة مواطنين عالقين في الخارج.
وفي 13 يونيو الماضي، قال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية في الجزائر، محند أوسعيد بلعيد، إن السلطات أعادت ما بين 12 و13 ألف مواطن جزائري، لاسيما من الدول التي تشكل وجهات رئيسية لمواطني البلاد مثل فرنسا.
لكن هذه الرحلات لم تنه معاناة كافة الجزائريين العالقين في الخارج، فيما تعزو السلطات استمرار المشكل إلى ثلاثة عوامل متضافرة.
العامل الأول هو الخشية من تسلل أشخاص مشتبه فيهم بين المواطنين الجزائريين الذين وجدوا أنفسهم عالقين فعلا بالخارج.
أما العامل الثاني فهو وجود عالقين جزائريين، على شكل مجموعات صغيرة جدا في بعض الدول، كما هو حال بعض السياج في جزر المالديف على سبيل المثال.
أما العامل الثالث فهو أن حدود أغلب الدول ظلت مغلقة حتى وقت قريب، وهذا الأمر عرقل جهود كثير من الدول لإعادة مواطنيها من الخارج.