يشكل ميناء مصراتة على الساحل الليبي نقطة استراتيجية للأتراك لمد الميليشيات بالسلاح والمرتزقة، وهو الأمر الذي تحاول أنقرة استغلاله من خلال مساعيها لتحويل الميناء إلى قاعدة عسكرية.
وتحاول تركيا مؤخرا جاهدة للسيطرة عسكريا وتجاريا على ميناء مصراتة في ليبيا، لأسباب عدة. فما الأهمية الاستراتيجية لهذا الميناء؟
يعد هذا الميناء، الواقع في مدينة مصراتة، شرقي العاصمة طرابلس، بوابة الاستيراد الرئيسية في البلاد والشريان الحيوي للتبادل التجاري.
وفي المستقبل، يتوقع أن يصبح ميناء مصراتة مركزا تجاريا إقليميا رئيسا، مما يتيح الوصول إلى مختلف أسواق أنحاء البحر الأبيض المتوسط.
وخلال الفترة الماضية، بدأت أنقرة محادثات مع حكومة الوفاق لتحويل الميناء إلى قاعدة عسكرية بحرية، إضافة إلى احتمالية حصولها على خاصية تشغيل وإدارة الميناء التجاري.
وتمثل قاعدة مصراتة البحرية، بالنسبة لحكومة أنقرة، مصدر قوة في البحر الأبيض المتوسط، حيث ستساعدها على إنشاء قوة مهام بحرية، قبالة السواحل الليبية.
كما ترى أنقرة أن وجود السفن الحربية التركية في ميناء مصراتة ضروري للسيطرة على النفط الليبي، إضافة لتسهيل مهمتها في مواصلة خطط التنقيب عن الغاز، في البحر المتوسط.
أطماع أنقرة
وفي هذا الصدد، ذكر الكاتب والباحث السياسي عبدالباسط بن هامل أن تركيا تسيطر بالفعل على القرار في مصراتة.
وأضاف لـ"سكاي نيوز عربية": "الميناء يعتبر حيويا ومركزا تجاريا للمنطقة الغربية، توريدات وتصديرات ضخمة ومصدر كبير للدخل، ناهيك على أن استخدامه للأغراض العسكرية مهم جدا، لاسيما وأن الميناء جرى تطويره خلال الأيام الماضية".
وعن الخلافات القائمة بين تركيا وفرنسا بشأن ليبيا، اعتبر الباحث في الشؤون الاستراتيجية، دومينيك ترينكواند في مقابلة مع سكاي نيوز عربية، أن الخلاف مع تركيا لا يتعلق بفرنسا فقط، بل امتد لأوروبا بأكملها.
وأوضح أن "الأزمة في ليبيا هي حاليا على أبواب أوروبا وتجعل المنطقة غير مستقرة، كما أن ورقة المهاجرين يمكن أن تلعب بها تركيا في حال بسطت سيطرتها على ليبيا.. هذه الأسباب تعمق الخلاف بين أوروبا وأنقرة".
وتابع "أوروبا ليس لديها هي أي شيء ضد تركيا.. لكن تركيا أردوغان تلعب لعبة خطيرة ضد أوروبا".
من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الليبي أحمد المسماري، الأحد، إن الميليشيات تحاول تنفيذ مخطط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للوصول إلى منطقة الهلال النفطي
وتابع "أهداف أردوغان واضحة، لا يريد أرض ليبيا لكنه يريد خيراتها، أولها النفط والغاز".
وأردف قائلا "نواجه تركيا بكل قواتها وأسلحتها ونواجه قطر بأموالها وأعمالها المخابراتية الخبيثة". وكشف المسماري أن الجيش الوطني الليبي عزز انتشاره سعيا لحماية المنشآت النفطية الليبية.