بدأ مطار الخرطوم الدولي وبعض المنافذ البرية في استقبال الدفعات الأولى من السودانيين العالقين بالخارج والبالغ عددهم نحو 10 آلاف، بينهم مرضى وسياح وتجار وطلاب.
ووصلت صباح الأحد رحلة تابعة للخطوط الجوية السودانية قادمة من القاهرة على متنها 134 مسافر، وبعدها بساعات قليلة هبطت رحلة تابعة لشركة طيران الإمارات على متنها نحو 220 من العالقين في دولة الإمارات العربية المتحدة، وسط إجراءات صحية صارمة فرضت على صالة القادمين بمطار الخرطوم.
وأكد الاستشاري حمدان مصطفى حمدان مدير عام وزارة الصحة بولاية الخرطوم جاهزية 4 من مراكز العزل الست الموجودة في الولاية، في حين يجري العمل لاستكمال إعداد المركزان الآخران ويتوقع دخولهما الخدمة خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأشار حمدان إلى أن السلطات الصحية تراعي كافة الجوانب اللازمة لحماية الكوادر الصحية وتطبيق البروتوكولات اللازمة لذلك.
وقال حمدان إن جميع المستشفيات بدأت تتأقلم مع أوضاع الجائحة من خلال تحسين كفاءة الفرز الأولي دون إلحاق أي ضرر بالكوادر الصحية.
وقالت إسلام صلاح وهي طالبة كانت في زيارة لأسرة شقيقتها المقيمة في دبي إنها كانت تخطط للمكوث مع شقيقتها شهرا واحدا، لكن بسبب حظر السفر الذي فرضته جائحة كورونا بقية هناك أكثر من 4 أشهر.
وأشارت صلاح إلى أن أكثر ما لفت انتباهها عند الوصول إلى أرض الوطن هو الإجراءات الصحية الصارمة والتي شملت إخضاع الواصلين لعمليات كشف دقيقة يتم بموجبها السماح لغير المشتبهين بالخروج إلى أماكن سكنهم بعد أخذ كافة بيانات الاتصال وعناوين السكن والعمل، فيما يتم أخذ المشتبه بهم إلى مراكز العزل التي أعدتها وزارة الصحة السودانية في أماكن متفرقة من العاصمة الخرطوم ومدن أخرى.
وحول أوضاع مراكز العزل والاستعدادات اللازمة لتدفقات القادمين من الخارج والأعداد المتزايدة من المصابين محليا، أوضح الفاتح عمر السيد القيادي في نقابة أطباء السودان الشرعية أن الكثير من الجهود بذلت للتأقلم مع هذا الوضع الاستثنائي الذي يعيشه العالم.
وقال عمر لـ"سكاي نيوز عربية" إن تعامل السلطات الصحية السودانية مع الجائحة في كافة مراحلها كان جيدا للغاية مقارنة مع الكثير من البلدان الأخرى، مشيرا إلى وجود بعض الصعوبات والتحديات.
ورأى عمر أن قرار عودة العالقين في هذا الوقت كان لا بدّ منه، وذلك نظرا لأن هذه الجائحة لا ترتبط بمدى زمني محدد
وفي الجانب الآخر كان معظم العالقين هم من الذين سافروا إلى خارج البلاد لمهام معينة ولفترة زمنية محدودة، لكنهم وجدوا أنفسهم أمام خيار واحد وهو البقاء لفترات أطول خارج البلاد، مما سبب لهم مصاعب كبيرة.
وتتخوف السلطات السودانية من أن يؤدي فتح المطارات والمعابر التي ظلت مغلقة منذ أكثر من 4 أشهر إلى ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا التي بلغت الحالات المعلنة المؤكدة منها أكثر من 8 آلاف حالة، في حين تتوقع تقارير غير رسمية أن يكون العدد أكبر من ذلك بكثير حيث لا توجد حتى الآن عمليات كشف عشوائية دقيقة في الأحياء السكنية وأماكن التجمعات.
وتعتمد الإحصاءات الحالية على الحالات التي يتم أخذ عينات منها بعد دخولها المستشفى، وفي حالات قليلة جدا تؤخذ العينات من المشتبه بهم في أماكن سكتهم. وكان
وفي وقت سابق، أعلن وزير الصحة أكرم علي التوم اتفاقه مع من يرى أنّ عدد المصابين ربما يكون أكبر من المعلن، محذرا من أن عواقب عدم الاهتمام بتطبيق الإجراءات الاحترازية المعلنة من قبل السلطات الصحية.
وبالتزامن مع بدء عودة العالقين أكدت اللجنة العليا للطوارئ الصحية حرصها على اتخاذ كافة التدابير التي تقلل من الأثر الصحي السلبي المحتمل. وتشمل تلك الإجراءات حجر المشتبه بهم في مناطق غير سكنية وفحصهم وعلاجهم إذا اقتضى الامر.
وأعلنت اللجنة العليا للطوارئ الصحية في السودان، يوم الخميس، تمديد حظر التجوال في العاصمة الخرطوم والمدن الأخرى المشمولة حتى التاسع والعشرين من يونيو الجاري، مع فترة سماح بالحركة داخل الأحياء بين السادسة صباحا والثالثة ظهرا.
وأشارت اللجنة إلى أن القرار يهدف إلى مجابهة الجائحة وتمكين وزارة الصحة من استكمال الخارطة الوبائية لولاية الخرطوم والتي تعتبر مؤشرا حاسما في تخفيف الإجراءات.
واستثنى القرار بعض المجالات من عملية الحظر مثل المناطف الصناعية ومنافذ تجارة الجملة.