وصل وفد وزاري تركي إلى العاصمة الليبية طرابلس، يوم الأربعاء، والتقى رئيس حكومة الوفاق، فايز السراج، وسط مخاوف من تزايد تدخل أنقرة في البلاد لأجل تأجيج الوضع العسكري وترجيح كفة الميليشيات.
وذكرت حكومة طرابلس، في بيان صحافي، أن السراج استقبل وفدا تركيا يضم وزيري الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، والخزينة والمالية برات البيراق، ورئيس المخابرات هاكان فيدان" وعددا من المسؤولين الأتراك.
وأضافت أن الاجتماع تناول مستجدات الأوضاع في ليبيا والجهود الدولية لحل الازمة الراهنة، كما بحث عودة الشركات التركية لاستكمال أعمالها في ليبيا، إضافة إلى ما سمته بـ"آليات التعاون والتكامل في مجالات الاستثمار والبنية التحتية والنفط".
وأشارت حكومة السراج إلى أن اللقاء تابع تنفيذ مذكرة ما سمته "التفاهم الأمني والعسكري"، في إشارة إلى اتفاق قوبل بالرفض في الداخل الليبي وجرى النظر إليه بمثابة شرعنة للتدخل التركي.
وتأتي الزيارة عقب إدانات فرنسية أبدت فيها انزعاجها إزاء التدخل العدواني التركي و"الدعم العسكري المتزايد للميليشيات في ليبيا، وطالبت باريس حلف شمال الأطلسي بوضع حد لتدخلات تركيا في ليبيا والبحر المتوسط.
وتقدم تركيا دعما سخيا للميليشيات التي تقاتل في صفوف حكومة السراج، ونقلت أنقرة آلاف المرتزقة السوريين صوب ليبيا لأجل عرقلة الجهود العسكرية التي يقوم بها الجيش الوطني الليبي لتحرير البلاد من المتشددين والإرهاب.
ويوم الثلاثاء، أعرب مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي عن قلقه الشديد من استمرار الأزمة في ليبيا، منددا بالتدخلات الخارجية في شؤون البلاد، التي من شأنها أن تفاقم الأوضاع الصحية والاجتماعية والاقتصادية.
ويرى تركيا أن مسارعة تركيا إلى إيجاد موطئ قدم لشركاتها داخل ليبيا، في عز الأزمة، يكشف أطماع أنقرة الاقتصادية في البلد الذي يشهد اضطرابا منذ 2011.