تقدم ائتلاف يضم محامين وسياسيين وجمعيات من المجتمع المدني في كل من إسبانيا والمغرب بشكاية أمام القضاء الإسباني للمطالبة بإعادة فتح تحقيق في ما بات يعرف إعلاميا بقضية "جورج فلويد المغربي".
ونشرت صحيفة "إل باييس" الإسبانية، هذا الأسبوع، مقطع فيديو يظهر فتى مغربيا لقي مصرعه بين أيدي عناصر الشرطة الإسبانية داخل مركز للقاصرين، في ظروف مشابهة لوفاة المواطن الأميركي ذي الأصل الأفريقي، جورج فلويد في الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة إن الشاب إلياس الطاهري توفي في يوليو الماضي، في مدينة ألميريا، جنوبي البلد الأوروبي.
ويرصد المقطع عناصر من الأمن الإسباني يكبلون الشاب المغربي، وأحدهم يضع ركبته على ظهره، طيلة دقائق، دون أن يزيلها، مما أدى إلى وفاته ممددا على بطنه فوق السرير.
وسبق للقضاء الإسباني قد خلص إلى أن حادث الوفاة كان عرضيا وبدون قصد، مبرئا عناصر الحرس الذين تدخلوا، وأضاف أن الراحل المنحدر من مدينة تطوان، شمالي المغرب، أبدى مقاومة عنيفة.
إلا أنه بعد انتشار الفيديو على نطاق واسع مبرزا "نقيض الرواية الإسبانية"، تأسس "ائتلاف العدالة من أجل إلياس" لنفض الغبار عن هذا الملف والدفاع عليه.
وقررت المؤسسة الاسبانية ابن بطوطة تقديم شكوى للقضاء الإسباني بتعاون مع عدد من المحامين، من أجل إعادة فتح تحقيق في الحادث.
وحسب ما جاء في بلاغ الائتلاف، الذي حصل موقع "سكاي نيوز عربية" على نسخة منه، فإن "تقرير الطب الشرعي المنجز على إثر الحادثة و كذلك فيديو التدخل يشير إلى أن الوفاة نتجت عن اختناق حاد، كما يبين الفيديو أن الشاب المتوفى لم يبدي أية مقاومة".
وتابع "مما يذكر بصفة مؤلمة بحادث القتل العنصري الذي تعرض له المواطن الأميركي جورج فلويد".
واعتبر البلاغ الحادث "خرقا خطيرا لحقوق الإنسان"، وطالب "الدولة الإسبانية بفتح تحقيق من جديد في أقرب الآجال والكشف عن المسؤولين عن خنق إلياس الطاهري في مركز القاصرين والذي يعد جريمة قتل عن سبق إصرار وترصد مكتملة الأركان".
ودعا كذلك إلى كشف ملابسات هذا الحادث و"إذا ما له علاقة بتوجهات عنصرية لمسؤولي المركز".