كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن وجود عصيان في صفوف المرتزقة السوريين والأجانب، الذين أرسلهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للقتال في ليبيا مع ميليشيات حكومة طرابلس التي يقودها فائز السراج.
وقال المرصد السوري إن العصيان ظهر بين المرتزقة السوريين من خلال رفض عمليات التجنيد، بسبب الخسائر الفادحة التي تكبدتها هذه الميليشيات في محاور القتال في مواجهة الجيش الوطني الليبي بقياد المشير خليفة حفتر.
وأشار المرصد في تقرير مطول إلى أن التمرد يعود أيضا إلى عدم صرف مستحقات المرتزقة، على الرغم من الوعود التركية لهم بصرفها كاملة مقابل قتالهم في ليبيا، وإبرام عقود معهم براتب ألفي دولار للشهر.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد اكتشف هؤلاء المرتزقة السوريين أنهم قد تعرضوا للخداع على يد أنقرة، إذ تم إقناعهم بأنهم سيواجهون في ليبيا قوات روسية، التي تعد حليفا للرئيس السوري بشار الأسد.
وبحسب المرصد، فقد شهدت عملية نقل المرتزقة السوريين إلى ليبيا تحولاً من "الترغيب" إلى "الترهيب"، إذ يمارس ضغط تركي كبير على قيادات فصائل سورية موالية لأنقرة لإرسال مسلحين إلى طرابلس.
ووفقاً لإحصاءات المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد بلغت حصيلة قتلى مرتزقة الحكومة التركية في ليبيا 339 شخصا من المقاتلين السوريين، من بينهم 20 طفلا دون 18 عاما.
وأفاد المرصد السوري أن الأعداد الحالية للمرتزقة الذين تم إرسالهم إلى ليبيا تقدر بنحو 11 ألفا و200 مسلح، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 2300.
وعمدت الفصائل السورية الموالية للحكومة التركية إلى إنشاء مكاتب للتجنيد في عفرين شمال حلب، وذلك ضمن مغريات من بينها راتب شهري بـ2000 دولار أميركي، وتعويضات تقدر بـ50 ألف دولار لمن يتعرضون لإصابات خطرة.
ومن ضمن المغريات التي تقدمها الفصائل السورية لتجنيد المرتزقة في مناطق شمالي سوريا، الحصول على الجنسية التركية، فضلا عن تقديم خدمات لهم في الدولة المضيفة، وهو ما ثبت للكثيرين منهم بأنه مجرد خدعة.