فرض فيروس كورونا المستجد إيقاعه من جديد على حياة الأردنيين، لا سيما مع اقتراب حلول عيد الفطر، وذلك بعد أن تحرك المنحى الوبائي صعودا خلال الأيام الماضية، مسجلا أرقاما مرتفعة أقلقت السلطات الطبية وغيرها من الجهات التي تدير أزمة الوباء .
وسجل الأردن 23 إصابة خلال الساعات الماضية، وبالرغم من أن الرقم ليس كبيرا، كما يقول المعنيين، لكن المفاجأة أن هذه الإصابات امتدت على رقعة 4 محافظات، وهو ما أثار القلق الذي تصاعد لدرجة القلق والخوف من انتشار الفيروس بشكل يخرج عن إطار السيطرة .
وفي التفاصيل التي رواها وزير الصحة الأردني، سعد جابر، توزعت الإصابات على النحو الآتي: حالتان في محافظة المفرق يجري الاستقصاء عن سبب إصابتهما والمخالطين لهما، 7 حالات لسائقي شاحنات على حدود العمري، ومن بينهم 3 أردنيين، ليبلغ عدد الحالات المصابة من سائقي الشاحنات منذ بدء الفحص 113 حالة منهم 47 سائقا أردنيا.
كما سجلت - بحسب وزير الصحة - 7 حالات من عائلة واحدة مخالطين لأحد سائقي الشاحنات في منطقة بعمان تم عزلها قبل 4 أيام، وجار الاستقصاء الوبائي عن القاطنين فيها، وحالة مخالطة لإبنها المصاب في السعودية.
كما سجل الأردن حالتين من محافظة إربد، أحدهما سائق شاحنة دخل إلى المملكة قبل تطبيق الفحص والحجر الصحي على السائقين.
ويتم الآن عزل المنطقة التي يسكن فيها وتتبع مخالطيه، والحالة الثانية مرتبطة بسائق الخناصري، وحالة مخالطة في الزرقاء وهي زوجة أحد المصابين وتعد هذه الحالة من الدرجة الثالثة لمخالطي سائق الخناصري، إضافة إلى 3 حالات من القادمين من خارج المملكة والمحجور عليهم في فنادق العاصمة.
وبذلك يرتفع عدد الاصابات منذ بدء ازمة الوباء الى 672 إصابة .
ولم تقف خلية أزمة كورونا أمام هذا العدد من الإصابات الذي امتد على مساحة 4 محافظات، مكتوفة الأيدي، فقررت الحكومة الأردنية إعلان حظر تجول شامل لمدة 3 أيام ابتداءا من ليلة الخميس/ الجمعة.
ولا يستهدف حظر التجول تنقل أو حركة المواطنين، وفقا للسلطات الطبية، بل يمنع تحرك وانتقال الفيروس بالدرجة الأولى عن طريق منع المصاب من التنقل من مكان الى آخر، كما يهدف الحظر إلى تمكين فرق الاستقصاء الوبائي من إجراء فحوصات مبرمجة وأخرى عشوائية بسهولة ويسر .
وللعيد عند الأردنيين طقوس يتم خلالها تبادل السلام والتهاني والتزاور، وهي طقوس تؤدي لانتقال وانتشار الفيروس إذا لم تراعى الإجراءات الاحترازية والوقائية .
وسجلت الجهات المختصة ملاحظات كثيرة على عدم احترام إجراءات الوقاية والسلامة خلال الأيام الماضية .
ويقول معنيون إن المؤشرات تدل على إن الإجراءات الوقائية والاحترازية لن تُحترم من قبل البعض خلال أيام العيد، حتى وإن كانت هذه النسبة قليلة، لكنها كفيلة بإعادة الوضع الوبائي إلى مرحلة الانتقال والانتشار، وهو أمر تحاول الجهات المختصة منعه ومحاربته بكافة الاجراءات .
ولم يتم الاكتفاء بحظر التجول، بل أن رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز أصدر أمر الدفاع رقم 12 والذي يفرض غرامات مالية مشددة على مخالفي قرارات حظر التجوال، وتراوحت الغرامات ما بين 100 دينار أردني إلى 500 دينار .
ولتمكين المواطنين من شراء احتياجاتهم الضرورية، وأيضا مستلزمات العيد، فقد قررت الحكومة أيضا تمديد ساعات السماح بخروج المواطنين يومي الأربعاء والخميس، حتى الساعة 11 مساءا بتوقيت عمان، بدلا من الساعة 7 مساءا .