تحول منزل طاهرالمطر في شمال غرب سوريا إلى أطلال، لكنه عاد إليه على أي حال، مدفوعا إلى ذلك بالظروف القاسية في مخيمات النازحين، التي يخشى أن يكون أي تفش لفيروس كورونا فيها فتاكا ومدمرا.
ورغم القلق الذي يؤرقه من احتمال ألا يصمد وقف إطلاق النا رالهش بمنطقة إدلب، لم يمنعه ذلك من إزالة الأنقاض مما تبقى من المنزل والبحث تحت الركام عن أي قذائف لم تنفجر يمكن أن تكون قد سقطت في الهجوم الأخير للجيش السوري.
وقال لرويترز في بلدة النيرب حيث يقع منزله قرب أحد خطوط المواجهة الفاصلة بين الأرض التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة والأراضي الخاضعة للحكومة السورية: "جلسنا في المخيمات وعشنا الذل هناك".
وأضاف المطر الذي دُمر منزله بصاروخ سقط عليه قبل 3 أشهر: "يطالبوننا بالبقاء في منازلنا من أجل الكورونا، أصلحوا لنا منازلنا من أجل أن نعود إليها ونبتعد عن بعض. اليوم إذا سكنا في المخيم الوضع سيء جدا.. فالخيام متلاصقة ولا يمكن الفصل بينها ولا إبعاد الناس عن بعضها البعض".
أمنيات قبل رمضان
ويتمنى الرجل البالغ من العمر 42 عاما أن تحتضنه جدران المنزل هو وأطفاله في شهر رمضان.
ويقول "لدي ستة أطفال واليوم أقوم بإصلاح وتنظيف منزلي بيدي لأنه ليس لدي المال من أجل الاستعانة بعمال، والوضع المادي سيء للغاية".
ويتذكر وقائع ذلك اليوم الذي تعرض فيه منزله للقصف الصاروخي. ويقول "عندما قصف منزلي دخل الصاروخ إلى داخل المنزل وكانت أسرتي بداخله. أسرعت إلى المنزل لأجد أطفالي تحت سقف إحدى الغرف. الحمدلله. أخرجتهم دون أي إصابة بقدرة من الله".
وطاهر المطر واحد من آلاف السوريين الذين بدأوا العودة إلى منطقة إدلب منذ سريان الهدنة التي توسطت فيها روسيا وتركيا في مارس، فيما أدى إلى وقف الهجوم على آخر معقل للمعارضة المسلحة.
ونزح قرابة مليون شخص، كان كثيرون منهم كانوا قد فروا بالفعلمن معارك أخرى فى وقت سابق من عمر الحرب التى استمرت تسع سنوات.
مخاوف من انتشار الفيروس
ورغم عدم وجود أي إصابات مؤكدة بفيروس كورونا المستجد في المنطقة،حيث لم يتم إجراء سوى عدد محدود من الاختبارات حتى الآن، يحذر الأطباء من أن أي تفش سيتحول سريعا إلى كارثة في المخيمات المؤقتة في ظل الدمار الذي حل بالمستشفيات.
وقالت وكالة إغاثة محلية إن حوالي 120 ألف شخص عادوا إلى بلدات في إدلب وريف حلب القريب منذ وقف إطلاق النار.
وقال ساهر العلي (٣٢ عاما) وهو سائق من النيرب عاد هو الآخر لإصلاح منزله "ما الذي سيحدث بعد ذلك.. علمه لدى الله فقط. ليس لدينا أي خوف من أي شيء".
وأضاف "الواحد (الإنسان) ليس له سوى أرضه وبيته في النهاية ولدينا عملنا هنا".
وسقطت نوافد بيته والأبواب بفعل الضربات الجوية قبل أن تهرب أسرته. وبعد فراره أولا إلى مخيم على الحدود، بحث عن منازل أخرى، لكنه وجدها مكتظة أو باهظة الثمن.
وقال:"في حال عادت المعارك سنعود للهرب من جديد، لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"