ما أن أعلنت لجنة تفكيك تمكين نظام الإخوان في السودان، مساء الجمعة" استرداد 153 قطعة أرض مميزة من ثلاث من عناصر الإخوان النافذين في نظام المعزول عمر البشير، حتى أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تغريدات مرحبة بالخطوة لكن بلغة منسجمة تماما مع لغة فيروس كورونا الذي يهز العالم في هذه الأيام.
وتفاعل المغردون بشكل كبير مع وسم "كوفيد 99" الذي أطلقه أحدهم على قرار استرداد 99 قطعة أرض في الخرطوم من علي كرتي وزير الخارجية الأسبق وأحد عرابي نظام البشير.
لغة جديدة
وعلى الرغم من اهتمام السودانيين الكبير باسترداد الأصول والأموال المنهوبة من قبل عناصر الإخوان قبل الإطاحة بنظامهم في أبريل 2019, إلا أن التماهي مع لغة عصر الكورونا بدا واضحا من خلال اللغة التي استخدموها في تغريداتهم.
ففي حين قالت لجنة تفكيك التمكين أنها تدرس ملفات أكثر من ثلاثة آلاف قطعة تقدر قيمتها بأكثر من 20 تريليون حنيه يشتبه في أن نافذين من نظام البشير تملكوها دون وجه حق، طالب أحد المغردين بمتابعة من أسماهم مخالطي فاسدي النظام، أي أفراد أسرهم وأبنائهم واقاربهم ممن يحتمل أن تكون الكثير من الأراضي العامة قد سجلت باسمهم بغرض التمويه.
ربط واضح
لم يستغرب الكاتب الروائي محمد خير استخدام مفردات الكورونا الجديدة في وصف ظاهرة الفساد المهولة التي اجتاحت السودان.
ويقول خير إن الشعب السوداني بطبعه يرفض الظواهر السيئة كالسرقة والفساد لذلك فمن الطبيعي أن يربط بين أرقام التعدي على الأراضي الصادمة التي أعلن عنها مؤخرا ولغة جائحة كورونا الاي تشكل هاجسا مجتمعيا كبيرا وهو ما تجلى بشكل واضح في وصف بعض عمليات استرداد الأراضي ب "كوفيد 19" وبالجائحة وغيرها من المسميات التي ارتبطت بمخاوف الفيروس.
ويشير خير في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية" إلى أن الفساد المهول الذي مارسته طغمة الإخوان كان مؤذيا للشعب السوداني والاقتصاد الوطني بذات القدر الذي أحدثه كورونا في بنية الاقتصاد العالمي.
جائحة الفساد
سألت موقع "سكاي نيوز عربية" محمد الجاك استاذ الاقتصاد في جامعة الخرطوم وحسين محمد صالح الخبير القانوني وأشرف عبدالعزيز رئيس تحرير صحيفة الجريدة حول جائحة امتلاك الأراضي من قبل نافذي النظام السابق، حيث أكدوا على خطورتها على الاقتصاد الوطني والأمن الاجتماعي وتأثيراتها الكبيرة على المديين القريب والبعيد.
وقال الجاك إن خطر تملك هذا الكم الهائل من الأراضي من قبل حفنة محددة من الناس يشكل خطراً تضخميا كبيرا كما يؤسس لتفاوت طبقي ظهرت ملامحه بقوة في المجتمع السوداني.
ومن وجهة النظر القانونية، يقول صالح إن عملية الاستيلاء على الأراضي وعدم توزيعها بالشكل العادل أمر يتنافى مع كل الدساتير والقوانين والأعراف وفيها ظلم واضح للفئات الغير منتفعة.
وينصح صالح بضرورة التصرف السليم في الأراضي التي يتم استردادها بحيث تعمل الدولة على استخدامها في مشروعات تحقق الفائدة لكافة أفراد الشعب.
ومن جانبه، عزا عبدالعزيز ظاهرة لجوء الفاسدين للتغول على الأراضي لسهولة اختراق مافيتها والحصول عليها في أماكن مميزة نظرا للنفوذ الكبير الذي كان يتمتع به عناصر النظام البائد.