فضحت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة، نواياه الحقيقية، وحجم الأطماع التركية، والدوافع الكامنة وراء التدخل العسكري في سوريا.
ووفق تقرير نشره موقع صحيفة "أحوال" التركي، فإن الرئيس التركي طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتن، التشارك في إدارة حقول النفط في دير الزور شرق سوريا بدلا من القوات التي يقودها الأكراد.
وقال أردوغان للصحفيين على متن طائرته أثناء العودة من بروكسل: "عرضت على السيد بوتن أنه إذا قدم الدعم الاقتصادي فبإمكاننا عمل البنية ومن خلال النفط المستخرج هنا، يمكننا مساعدة سوريا المدمرة في الوقوف على قدميها".
وبحسب أردوغان فإن بوتن يدرس العرض، الذي قدمه الرئيس التركي خلال محادثات في موسكو الأسبوع الماضي، مضيفا أنه يمكنه تقديم عرض مماثل للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأوضح أردوغان: "بدلا من الإرهابيين الذين يستفيدون هنا (الأكراد)، ستكون لدينا الفرصة لإعادة بناء سوريا من عائدات هذا النفط. سيكون من شأن هذا أيضا إظهار من الذي يسعى لحماية وحدة سوريا ومن الذي يسعى للاستحواذ عليها".
النفط السوري
وتسيطر وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة على معظم مناطق حقول النفط في شرق سوريا.
وطبقا لبيانات موقع "أويل برايس"، فإن احتياطي النفط في سوريا يشكل نحو ملياري برميل، ويتركز الجزء الأكبر منه في دير الزور.
وتضم دير الزور أضخم الحقول النفطية بالبلاد، تليها الحسكة، حيث يعتبر حقل العمر أكبر حقول البلاد وأشهرها ويقع في ريف دير الزور، إضافة للآبار والحقول المحيطة به كحقل العزبة، وتخضع كلها لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" والتي تصنفها تركيا على أنها "إرهابية".
ويصل إنتاج حقل العمر وفق إحصائيات أشارت إليها وسائل إعلام سورية قبل اندلاع الأزمة في البلاد إلى 30 ألف برميل يوميا.
وفي عام 2014، سيطر تنظيم داعش الارهابي على الحقل، وبات أبرز مصادر تمويله قبل أن يخسره في أكتوبر 2017.
كذلك يعد حقل التنك من أكبر الحقول في سوريا بعد حقل العمر، ويقع في بادية الشعيطات بريف دير الزور الشرقي.
ووفق تقارير إعلامية فإن حقل التنك كان ينتج قرابة 40 في المئة من إنتاج سوريا النفطي قبل الأزمة، وكان يبلغ إنتاجه اليومي نحو 10 آلاف برميل.
وكانت فصائل مسلحة تابعة لتركيا قد سيطرت على الحقل أواخر عام 2012، قبل أن يقع بين يدي تنظيم داعش الإرهابي في يوليو عام 2014.