أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتن محادثات هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، واتفقا على ضرورة اتخاذ خطوات إضافية لإعادة الوضع لطبيعته في شمال غرب سوريا.
وجاء الاتصال بين الطرفين بعد نحو 24 ساعة من مقتل 33 جنديا تركيا على الأقل في شمال غرب سوريا، كما أعلن وزير الخارجية سيرغي لافروف.
وقال وزير الخارجية الروسي إن الاتصال تم بمبادرة من أنقرة، مقدما تعازيه لتركيا ومؤكدا أنه يريد تجنب تكرار "مثل هذه المآسي".
وأضاف أيضا أن روسيا "تبذل كل الجهود لضمان أمن الجنود الأتراك" المنتشرين في سوريا.
وكشف لافروف أن بوتن وأردوغان اتفقا على العمل على ترتيب لقاء "على مستوى رفيع قريبا"، مضيفا أن الطرفين بحثا اليوم "تطبيق ما تم الاتفاق عليه في منطقة خفض التصعيد في إدلب".
وأعلن الكرملين أن بوتن وأردوغان اتفقا في الاتصال الهاتفي على ضرورة اتخاذ خطوات إضافية لإعادة الوضع لطبيعته في شمال غرب سوريا.
من جهته، أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الجمعة، أن الاتحاد قلق من "مخاطر مواجهة عسكرية دولية كبرى" في سوريا وسيتخذ "كل الإجراءات اللازمة لحماية مصالحه في مجال الأمن".
وكتب في تغريدة على تويتر "من الضروري وقف التصعيد الحالي. هناك خطر انزلاق إلى مواجهة عسكرية دولية مفتوحة كبرى".
أنقرة ترفض التفسير الروسي
ورفضت تركيا التفسير الروسي بأن 33 جنديا تركيا قتلوا، الخميس، كانوا ضمن "مجموعات إرهابية".
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في تصريحات متلفزة الجمعة "أود أن أعلن أنه عند وقوع هذا الهجوم، لم تكن هناك أي مجموعات مسلّحة حول وحداتنا العسكرية".
وكانت موسكو أفادت في وقت سابق أن القوات التركية كانت ضمن "وحدات مقاتلة من مجموعات إرهابية" ولم تبلغ أنقرة عن تواجد جنودها في مكان "ما كان عليهم التواجد فيه".
لكن أكار أفاد أن الضربات في إدلب تمّت "رغم التنسيق مع المسؤولين الروس"، مضيفا أن القصف تواصل رغم "التحذير" من تواجد قوات تركية في المكان.
ورفع التطور الأخير منسوب التوتر بين أنقرة وموسكو، اللتان خيّمت على علاقتهما انتهاكات اتفاق أبرم في 2018 لمنع هجوم النظام على إدلب، آخر معقل لفصائل المعارضة في سوريا.
وأقامت أنقرة في إطار الاتفاق 12 نقطة مراقبة في المحافظة، لكن قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وبغطاء جوي روسي، مضت قدما بشن هجوم مدمر على إدلب.
وبينما تتهم دمشق تركيا بدعم "الإرهابيين"، حضّت أنقرة موسكو مرارا على منع النظام السوري من انتهاك وقف إطلاق النار.
ورد الجيش التركي فورا باستهداف مواقع للنظام، بينما أشار أكار إلى أن أكثر من مئتي هدف للنظام السوري تعرضت لقصف عنيف من طائرات مسيّرة وغيرها من الأسلحة.
وذكر أكار أنه تم "تحييد" أكثر من 300 من عناصر النظام السوري، فيما دمّرت أنقرة عشرات المروحيات والمدرّعات ومدفعيات "هاوتزر" تابعة لدمشق.
وفي وقت تصاعد فيه التوتر بين الدولتين، أعلنت موسكو اليوم أنها أرسلت إلى البحر المتوسط فرقاطتين عبر مضيق البوسفور.
وصرّح متحدث باسم الأسطول الروسي في البحر الأسود أليكسي روليف أن "الفرقاطتين أميرال غريغوروفيتش وأميرال ماكاروف غادرتا الخميس مرفأ سيباستوبول في شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمّتها روسيا عام 2014، وبدأت الجمعة بعبور مضيق البوسفور".
وأشار المتحدث إلى أن الفرقاطتين المجهزتين بصواريخ كروز من نوع "كاليبر"، "تقومان برحلة مبرمجة من سيباستوبول نحو المياه الدولية حيث ستنضمان إلى المجموعة الدائمة للبحرية في البحر المتوسط".