خرج متظاهرون لبنانيون، الاثنين، في مسيرة حاشدة ضد الفساد، تزامنا مع اليوم الـ82 من الاحتجاجات الشعبية المطالبة بتغيير سياسي، في عدد من أحياء العاصمة بيروت.
وطالب المتظاهرون الذين خرجوا تحت شعار "حاصر حصارك"، القضاء اللبناني بالقيام بدوره كسلطة مستقلة لمحاسبة المسؤولين والمتورطين في ملفات الفساد.
ورفعت المسيرة التي شارك فيها المئات، شعارات رافضة لمشاورات تشكيل الحكومة التي يشرف عليها حسان دياب. واعتبر المتظاهرون أن طريقة تشكيل الحكومة في لبنان "غارقة في المحاصصة السياسية"، وهو ما يتناقض مع أهداف الحراك.
وذكر بيان صادر عن مجموعة من المتظاهرين أن "82 يوما مرت على بدء انتفاضة الشعب اللبناني، ولم نشهد حتى الآن عملية محاسبة واحدة، وما يزال كل المتهمين بسرقة لقمة عيش وأحلام الناس طلقاء دون أن يتم إيقاف أي منهم ولو على ذمة التحقيق".
وانتقد المشاركون تراكم ما سموها "ملفات الفساد والنهب والتعدي على الحريات الشخصية والعامة بالجملة، والتهديدات والقمع الأمني والميليشيات"، وأشاروا إلى أن "المصارف تضع يدها على رواتب ومدخرات الناس من دون أي محاسبة من قبل القضاء".
وأعرب المتظاهرون عن أسفهم إزاء قيام "النيابة العامة بملاحقة الناشطين وإسكات كل من يتجرأ على إعلاء الصوت لإحداث التغيير، فيما تستمر فيه الطبقة الحاكمة في الممارسات نفسها من دون أي تغيير يذكر".
ورافقت "سكاي نيوز عربية" المتظاهرين، من أمام قصر العدل حيث رفعت شعارات ولافتات تطالب بفصل السلطة القضائية عن السياسية، وبوقف تدخل السياسيين في القضاء من قبل الزعامات السياسية والمتنفذين.
وأمام المبنى المركزي للجامعة اللبنانية، احتشد طلاب مشددين على أهمية تحرير الجامعة الوطنية من سيطرة القوى السياسية.
وعبرت التظاهرة الحاشدة التي انضم اليها المئات تباعا أحياء وشوارع عدة في بيروت وصولا إلى جسر الرينغ الذي يطلق عليه المتظاهرون اسم "جسر الثورة"، مرورا بمقر جمعية المصارف في وسط بيروت، والتي يتهمها المشاركون بالتواطؤ في حجز أموال الناس وفرض قيود صارمة على المودعين في المصارف اللبنانية.
"حصار إعلامي" لوقف الزخم
وقال الباحث السياسي والأكاديمي، باسل صالح، لـ"سكاي نيوز عربية"، إن "الحصار الاعلامي المفروض من قبل وسائل الإعلام المرئية المحلية، وغياب تغطيتها للتظاهرات الحاشدة يوميا هو جزء من أسلوب تعتمده السلطة السياسية لوقف زخم هذه الانتفاضة الشعبية".
وهتفت سيدة خمسينية وسط المشاركين: "طير وعلي يا حمام خبرونا وين الإعلام" في إشارة إلى انتقادها للتعتيم الإعلامي المحلي على التظاهرات.
وقال فادي زين الدين، وهو ناشط مشارك في التظاهرات إن "الحكومة لن تمر لأن تقاسم الغنائم يبدو واضحا، ونحن لن نترك الشارع حتى تحقيق المطالب بالكامل".
وأشارت شابة أخرى قدمت من شارع الأشرفية إلى أن "السلطة السياسية الحاكمة يبدو أنها لا تسمعنا ولا تريد أن تحتكم لمطالبنا، وهذا أمر مشين".
وفي منطقة زوق مصبح قطع متظاهرون الطريق بالإطارات المشتعلة احتجاجا على توقيف احد الشبان، وعمل الجيش على فتح الطريق بالقوة.
يذكر أن الاحتجاجات الشعبية لم تتوقف منذ 82 يوما، في وقت ينتقد حقوقيون الاستدعاءات الأمنية التي توجهها السلطة لمتظاهرين وناشطين من مختلف المناطق للاستماع اليهم في مكاتب أمنية.