فتح قرار وزارة الخارجية السودانية القاضي بسحب جوازات سفر دبلوماسية لشخصيات بارزة في النظام السابق الباب أمام الحديث عن فوضى الجوازات الدبلوماسية، والخاصة، في عهد حكم عمر البشير.
وهي تلك الفوضى التي أضرت كثيرا بسمعة السودان الخارجية، إذ تشير تقارير موثوقة إلى تسهيل نظام الإخوان لحركة عدد من العناصر الإرهابية غير السودانية، عبر منحها جوازات دبلوماسية وخاصة، كما منح نحو 1500 من العناصر الإخوانية الموالية للنظام نفس الجوازات، دون أي صفة قانونية.
عناصر مشبوهة
ووفقا لمصدر مطلع فإن رؤساء اتحادات وتنظيمات تابعة للمؤتمر الوطني لا زالوا يحملون جوازات دبلوماسية وخاصة، يتحركون بها بكل حرية، مما يسبب تهديدا مباشرا لاستقرار السودان في هذه المرحلة الحساسة من تاريخه.
وطالب المصدر الحكومة الانتقالية بضرورة الإسراع في مراجعة قوائم الجوازات الدبلوماسية والخاصة وسحبها من حامليها من عناصر النظام السابق لآنها تشكل خطرا على الأمن القومي والإقليمي والعالمي، ووضع أسس وترتيبات صارمة في مطار الخرطوم وكافة منافذ السفر لضبط حاملي تلك الجوازات والتحقق من أهليتهم لها.
جواز سوداني للغنوشي
وإضافة إلى زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن فقد حصل العشرات من "المتشددين" على الجواز الدبلوماسي السوداني خلال فترة تسعينيات القرن الماضي والعقد الأول من القرن الحالي.
وفي مارس 2011 فاجأ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية الشارع السوداني عندما صرح خلال زيارته الخرطوم في مارس 2011 بأنه تشرف بحمل جواز دبلوماسي سوداني جال به بلدان عدة.
وأثارت تلك التصريحات جدلا واسعا حول الطريقة التي تمنح بها الجوازات الدبلوماسية في السودان ومدى أهلية حاملي تلك الجوازات.
وكان محمد الفكي سليمان عضو مجلس السيادة الانتقالي السوداني قد أكد خلال ورشة عمل عقدت في الخرطوم مؤخرا أن النظام السابق منح الجواز السوداني للكثير من الأجانب والعناصر الإرهابية، دون أسس قانونية، مما أضعف من وضع الجواز السوداني وتسبب في فرض قيود كبيرة على التأشيرات التي يطلبها السودانيون للدخول إلى بلدان أخرى.