قتلت قوات الأمن العراقية 13 محتجا على الأقل بالرصاص، خلال 24 ساعة مضت، فأطلقت الرصاص الحي في محاولة لإخماد الاحتجاجات المناهضة الحكومة والأحزاب السياسية، بينما حذر رئيس الوزراء عادل عبد المهدي من الفراغ السياسي في حالة استقالة الحكومة.
فبعد مقتل ثمانية أشخاص، نهار الاثنين، قتلت قوات الأمن خمسة أشخاص على الأقل بالرصاص أثناء الليل أو في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، منهم شخص قتل بالرصاص الحي أثناء دفن آخر قتل قبل بضع ساعات، وفقا لما قالته مصادر أمنية وطبية لرويترز.
وقتل ما يزيد على 260 عراقيا في مظاهرات منذ بداية أكتوبر، احتجاجا على حكومة يرونها فاسدة وتأتمر بأمر قوى أجنبية، على رأسها إيران.
وقتل أغلبهم في الأسبوع الأول من الاحتجاجات عندما أطلق قناصة النار على الحشود من فوق أسطح المباني في بغداد.
وبدأت موجة العنف الجديدة بعد يوم من مناشدة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي المتظاهرين تعليق حركتهم التي قال إنها حققت أهدافها، وتضر بالاقتصاد.
وقال إنه مستعد لتقديم استقالته إذا اتفق الساسة على بديل، ووعد بعدد من الإصلاحات. لكن المحتجين يقولون إن ذلك غير كاف ويتعين الإطاحة بالطبقة السياسية بكاملها.
وفي كلمة له أمام الحكومة، الثلاثاء، قال عبد المهدي إن التظاهرات الحالية شخصت أخطاء متراكمة منذ 2003 وحتى الآن، مضيفا "التظاهرات التي بدأت منذ مطلع أكتوبر صحيحة وفي الاتجاه الصحيح".
وتابع "الكثير من الأخطاء الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لم تعالج بشكل صحيح وجذري. وأضاف: إذا استقالت الحكومة وأصبحت حكومة تصريف أعمال وتأخر البرلمان في إيجاد بديل فوضعنا سيصبح صعبا".
وقال متظاهر يبلغ من العمر 30 عاما، وطلب عدم ذكر اسمه "بعد الموجة الأولى من الاحتجاجات أمهلنا الحكومة حتى 25 أكتوبر لتنفيذ إصلاحات.. لم تفعل ذلك، وكل الإصلاحات التي اقترحتها كانت مجرد روتين، ونفس الكلام القديم".
وأضاف أن استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين أدى لرفعهم لسقف مطالبهم، بعد أن كانوا يريدون "إصلاحات دستورية وقانونية" أصبحوا يريدون الآن تغييرات جذرية.
إغلاق الطرق
كان المتظاهر يتحدث من على جسر الشهداء في بغداد، حيث كان العشرات يقيمون حاجزا في إطار خطط للسيطرة على جسر ثالث، الثلاثاء. وكان فتيان يحملون عصي خشبية في طليعة المجموعة.
من جانبها، قفت قوات الأمن في عتاد مكافحة الشغب الكامل في الجهة المقابلة لهم، خلف جدار نصب على عجل من الألواح المعدنية وحاويات القمامة والأسلاك الشائكة.
ومع ميل الشمس نحو الغروب بدأت ملامح معركة وشيكة في الارتسام بين المحتجين وقوات الأمن.
ويقول المحتجون إنهم يغلقون الجسر لشل الحركة في البلاد، إذ يعتبرون أن العصيان المدني ملاذهم الوحيد. ودعا المحتجون باقي العراقيين إلى الإضراب، وانتقدوا من لا يزالون يتوجهون لأعمالهم.
وقال كرار محمد، وهو معلم، يبلغ من العمر 25 عاما: "أسأل الموظفين لماذا تذهبون للعمل؟ اضربوا وابقوا مضربين لعشرة أيام... كلنا في ذات المعاناة معا".