بدأ عدد من أحياء الجانب الشرقي من بغداد تنفيذ إضراب عام، صباح الأحد، احتجاجا على عدم تحقيق مطالب المتظاهرين، حسبما أفاد مراسل "سكاي نيوز عربية" في العاصمة العراقية.
وأغلقت مدينة الصدر وحي البنوك، وقطعت بعض الطرق الرئيسية في المدينة، فيما قطع متظاهرون الطريق الرابط بين محافظتي بغداد وواسط، بالتزامن مع استمرار التظاهرات والاعتصامات في ساحة التحرير وسط بغداد.
واستمرت الاحتجاجات في العراق، السبت، حيث أطلقت قوات الأمن العراقية الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية لتفريق الآلاف من المتظاهرين، مما أسفر عن مقتل متظاهر في الأقل وإصابة أكثر من 200 في بغداد وجنوبي البلاد، بحسب مسؤولين في الشرطة وهيئة شبه رسمية معنية بحقوق الإنسان.
ونظمت الاحتجاجات الأكبر في بغداد، حيث تجمع عشرات الآلاف في ساحة التحرير وبالقرب منها، في تحد للحملة الحكومية التي أسفرت عن مقتل العشرات خلال شهر أكتوبر الماضي.
ويحتج عشرات الآلاف من العراقيين، وأغلبهم في بغداد ومناطق جنوبي البلاد، منذ الشهر الماضي للمطالبة بتغيير جذري في النظام السياسي الذي تشكل بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للبلاد عام 2003، ويلقى عليه باللوم في الفساد المستشري والبطالة المرتفعة والخدمات العامة الرديئة.
ودعت وزارة الخارجية العراقية الدول التي أصدرت بيانات حثت فيها الحكومة العراقية على احترام إرادة العراقيين، إلى وجوب "احترام سيادة العراق وعدم التدخل في شؤونه الداخلية".
وفي بلدة أم قصر جنوبي البلاد، وقعت اشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين وأسفرت عن إصابة 120 شخصا، حسبما أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق.
وقالت المفوضية إن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لتفريق مئات المتظاهرين قرب ميناء أم قصر الحيوي الواقع على الخليج العربي، صباح السبت، وأضافت أن كثيرا من الجرحى يعالجون في مستشفى ببلدة أم قصر.
وفي بغداد، أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذين حاولوا عبور الجسور الممتدة على نهر دجلة وتفضي إلى المنطقة الخضراء شديدة التحصين، مقر الحكومة العراقية وعدد من السفارات، بما فيها السفارة الأميركية.
وقتل أحد المحتجين وجرح ما لا يقل عن 88 شخصا في بغداد، وفقا لمسؤولين أمنيين وطبيين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
وهتف بعض المتظاهرين في بغداد "تسقط الحكومة، يسقط النظام، تسقط الأحزاب الفاسدة".
وفي شارع أبو نواس القريب والمطل على نهر دجلة، منع المتظاهرون السلطات من إغلاقه بجدار أمني، حيث استولوا على الرافعة التي كانت ستستخدم لوضع الكتل الأسمنتية العملاقة.
وكانت السلطات قد أغلقت شارع سعدون القريب الشهر الماضي، حيث إنه شارع رئيسي يؤدي إلى ساحة التحرير التي كانت نقطة الاحتجاج الرئيسية في العاصمة منذ الشهر الماضي.