من وحي التظاهرات في العراق خرجت أيقونة للمتحجين، إذ أصبح مبنى مهجور منذ عقود، في وسط بغداد رمزا للصمود وقلعة لمباشرة التظاهر.
ويطلق على هذا المبنى اسم "المطعم التركي"، إذ أخذ اسمه من مطعم تركي قديم احتل الطابق الأعلى من المبنى.
ويتميز المبنى بموقعه الاستراتيجي وطوابقه الأربعة عشر مما جعله مقصدا مهما للمتظاهرين.
فعند انطلاق التظاهرات بداية اكتوبر الماضي، كانت مجموعة من القناصة تتمركز في المبنى وتسببت عمليات القنص بسقوط عدد كبير من المتظاهرين.
وبناء على ذلك، وعقب تجدد التظاهرات بعد أسابيع، كانت السيطرة على المبنى أولى أهداف المحتجين، ليحميهم من نيران القناصة، وحتى يطلوا من شرفاته على وسط بغداد.
ويطل المبنى على ساحة التحرير من جهة وجسر الجمهورية من جهة أخرى والمنطقة الخضراء حيث مقر الحكومة العراقية، ويعود إنشائه إلى ثمانينيات القرن الماضي.
وتعرض المكان للقصف خلال الغزو الأميركي للعراق عام 2003 وأصبح بعدها مبنى مهجورا.
وفي العام 2011 استخدمته القوات الأمنية العراقية في مواجهة المظاهرات الشعبية التي خرجت في ذلك الوقت ضد رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، لكن المبنى لم يتحول حينها إلى ايقونة.
إلا أنه وفي هذه الايام ومن خلال مبنى "المطعم التركي" القريب من موقع صنع القرار في العراق يبعث المتظاهرون برسائلهم إلى السلطة الحاكمة بل وإلى العالم، فيما يرى فيه كثيرون رمزا يجسد فساد الحكومات المتعاقبة في العراق.