كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الاثنين، نقلا عن مسؤول عسكري أميركي، أن قرار الرئيس دونالد ترامب، بشأن الانسحاب من سوريا قبل ثلاثة أسابيع، أربك العملية التي كانت جارية للقضاء على زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي.
وأعلن ترامب مقتل أبو بكر البغدادي في عملية عسكرية نفذتها قوات خاصة أميركية، ليلة السبت، على مجمع كان يختئ فيه في منطقة بريشا في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
وبحسب المصدر، فإن قرار سحب القوات الأميركية من شمالي شرقي سوريا، أدى إلى التشويش على الخطة التي ظلت تجري بدقة فائقة، وهو ما اضطر مسؤولي وزارة الدفاع (البنتاغون) إلى تسريع التنفيذ وتقريب ساعة الصفر، خشية أن يفقدوا قدراتهم في الميدان، من جراء الانسحاب.
وتخوف القادة العسكريون من قرار ترامب، لأن الانسحاب يعني صعوبة في تسيير طائرات الاستطلاع داخل، فضلا عن عرقلة التواصل مع مخبرين في الميدان.
وأضافت أن المسؤولين العسكريين في الميدان، وجدوا أنفسهم تحت ضغط كبير، حينما أعلن ترامب انسحاب قوات بلاده من سوريا عقب مكالمة مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في السادس من أكتوبر الجاري.
وذكرت الصحيفة أن التخطيط للعملية العسكرية بدأ خلال الصيف الماضي، حينما تلقى البنتاغون معلومات مفاجئة عن وجود البغدادي في بلدة نائية، شمال غربي سوريا، أي أن الإرهابي رقم واحد في العالم كان في منطقة يسيطر عليها تنظيم القاعدة.
وقال مسؤولان أميركيان، إنه تم الحصول على هذه المعلومات الثمينة بعد اعتقال واستجواب زوجات البغدادي، إلى جانب شخص كان يتولى نقل رسائل التنظيم المتشدد.
وإثر الحصول على هذه المعلومات، تعاونت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي)، بشكل وثيق، مع مسؤولي استخبارات من الأكراد في سوريا والعراق، في مسعى لتحديد موقع البغدادي على نحو أكثر دقة، وفي المنحى نفسه، جرى وضع عملاء على الأرض حتى يكثفوا عملية التجسس والرصد.
وأورد المسؤولان أن الأكراد ظلوا يزودون المخابرات الأميركيات بمعلومات عن تحركات البغدادي، حتى بعد قرار ترامب بشأن الانسحاب من سوريا "لقد قدم الأكراد السوريون والعراقيون معلومات أكثر بشأن البغدادي، وما زودونا به، يفوق مع قدمه أي بلد آخر".
ونقلت الصحيفة عن مهندس سوري تحدث في مكان قريب من موقع مقتل البغدادي، أن زعيم تنظيم داعش طلب مخبأ في بيت أبو محمد سلامة، وهو زعيم مجموعة متطرفة أخرى تعرف بـ"حرس الدين".