يتوقع مراقبون أن يؤدي الهجوم التركي على شمال سوريا إلى تعميق الفجوة العرقية في تركيا، حيث يعترض الأكراد داخل البلاد على عذع العملية العسكرية بينما تلقى دعما كبيرا من المواطنين الأتراك.
وبدأت تركيا عملية عسكرية في شمال شرق سوريا، بهدف طرد قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد من الأراضي على طول حدودها، وإنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كيلومترا.
وتعتبر أنقرة قوات سوريا الديمقراطية امتدادا لحزب العمال الكردستاني، الذي يقاتل من أجل الحكم الذاتي في جنوب شرق تركيا، الذي تقطنه أغلبية كردية منذ ما يربو على ثلاثة عقود.
وذكر موقع "أحوال" التركي أن الأكراد يرفضون العملية التركية، التي توصف بـ"الغزو" ويقولون إنها قد تسفر عن انقسام عرقي، مشيرا إلى أن هذه الفئة من المجتمع "تريد السلام وليس الحرب".
ونقل الموقع عن فاطمة يافوز، وهي امرأة كردية تعيش في إسطنبول، كبرى مدن تركيا، قولها إنه يجب على القوات التركية الانسحاب من سوريا، مضيفة "ماذا تريد هذه الدولة من الأكراد؟ لم يفعل الأكراد شيئا لكم".
فيما أوضح يسار توكر، أحد سكان إسطنبول من مقاطعة سيرت الجنوبية الشرقية التي تضم أكرادا وعربا "إذا قال العالم كله إنه ليس إرهابا وأنت الوحيد الذي تطلق عليه الإرهاب، فقد تكون أنت الذي يواجه مشكلة".
وكشف آخرون أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستخدم العملية السورية لإخفاء الانكماش الاقتصادي الذي أدى إلى تآكل الدعم للحزب الحاكم.
وأوضح موقع "أحوال" أن أولئك الذين يعيشون بالقرب من سوريا، لم تكن الحرب الأهلية بالنسبة إليهم نزاعا بعيدا، فقد أثرت بشكل مباشر على أفراد الأسر التي تعيش على الجانب الآخر من الحدود.
وقال عزمي بكير، وهو من بلدة جيلان بينار في مقاطعة شانلي أورفة التركية، وهي واحدة من المكانين اللذين يتوجه منهما الجيش التركي إلى سوريا "هؤلاء الذين شاركوا في القتال هم جنودنا، والذين يقتلونهم هم أقاربنا".
وأضاف "لا أعتقد أن لدينا أي عمل هناك. سنصبح جزءا من الاضطرابات الداخلية في سوريا".
وقد ألقت الشرطة القبض على أكثر من 100 شخص بسبب منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي التي تنتقد الهجوم.
وما يزال أردوغان يصر على مواصلة العملية، حيث قال لصحفيين يوم أمس "إنهم يطلبون منا أن نعلن وقفا لإطلاق النار. لا يمكننا أبدا أن نعلن وقفا لإطلاق النار".
وتسبب الغزو التركي في نزوح أكثر من 275 ألف شخص، من بينهم أكثر من 70 ألف طفل، بحسب الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا.