في شقة متواضعة مستأجرة في عمارة بشارع ابن خلدون في قلب العاصمة تونس يقع مقر حملة أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد، المرشح المستقل لانتخابات الرئاسة.
وهناك تحدث موقع "سكاي نيوز عربية" مع عدد من "المتطوعين" الذين يقومون بأنشطة الحملة دون أي مقابل.
وتحفظ الشباب هناك على كلمة "أعضاء" أو "قادة" بالحملة. جميعهم يصفون نفسهم بـ"المتطوعين" المخولين بالحديث إلى وسائل الإعلام، طالما يؤمنون بشخص قيس سعيد الذي وضع "قاعدة" لحل المشاكل التي يعاني منها المجتمع، لكنه لا يلزم أحد ببرنامج خاص، فقط "اصنع برنامجك، والتزم به"، على حد قولهم.
ويلقى قيس سعيد دعما واسعا، خصوصا من طلبة الجامعات. يقول أحد أعضاء الحملة: "نحن تعلمنا من قيس سعيد العفة ونكران الذات. تعلمنا الكثير من الأستاذ. كل يوم نتعلم منه".
وعن الأسباب التي قد تدفع أي ناخب ذاهب للتصويت يوم الأحد المقبل لصالح قيس سيعد وليس لنبيل القروي، قالت أميرة الأسود، إحدى عضوات الحملة: "لابد أن يصوت الناخب على مشروع مؤمن به، وموجه لشعبه فقط، وليس لمجرد مرشح يمنح شعبه آمالا زائفة".
وأضافت "سيكون لدى هذا الناخب قناعة بمشروع وشخص ونزاهة وصدق قيس سعيد وإيمان بفكره".
ما هو مشروع قيس سعيد؟
وعلى النقيض من برنامج القروي الاقتصادي، يرتكز مشروع سعيد على لامركزية القرار السياسي، وتوزيع السلطة على الجهات. ويتبنى شعارات الثورة التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي في 2011 ومنها "الشعب يريد" "و"السلطة للشعب".
لكن مشروع سعيد لا يتضمن تفاصيل تبلور رؤيته لحل المشاكل التي يعاني منها المجتمع التونسي، ومنها البطالة، على سبيل المثال.
ويرى أعضاء من الحملة التقوا موقع "سكاي نيوز عربية" في مقرهم، أن قيس سعيد وضع "قاعدة" لحل المشكلة، ليستكمل المواطنون من بعده حلها.
فحل مشكلة البطالة، على سبيل المثال، تبدأ من إنشاء مجالس محلية تضع مشروعات تنمية بناء على مطلب سكان كل منطقة، وذلك لتلافي صرف منح مالية دون تحقيق عوائد والعمل على إنهاء ثقافة العمل السائدة التي تعتمد على "التواكل".
وتقول إحدى المتطوعات: "نحن نتبنى منهجا مختلفا تماما. لابد أن يعبر المواطن عن تصوراته ويطرح حلوله الواقعية لها، بدلا من الحلول السريعة، لابد أن نفسح للتونسيين المجال لصنع برامجهم".
وأضافت "نحن نسعى لتأسيس نظام سياسي جديد، ولسنا في حاجة لمناقشة مع الأحزاب. من يستعد لذلك نحن نرحب به. قيس سعيد يعمل على الانتقال التاريخي. هو يحاول وضع آليات لعصر جديد".
وتؤمن حملة قيس سعيد بأن مشروع "الأستاذ" كما يلقبونه نابع من فشل الأحزاب وبرامجها "فبعد 8 سنوات من الثورة، لم نجد حزبا حاكما يتولى مسؤوليته لما آلت إليه الأمور، ويتذرع المسؤولون بالحكم الائتلافي".
ويعتبر هؤلاء أنهم ليسوا "في منافسة مع الأحزاب ولا نرفض أي حزب أو أي فكر. نحن نرحب بمن يستطيع أن يساعد في الإصلاح".
وعلى أساس هذا المشروع، الذي يصفه المعارضون لقيس سعيد ب"الغامض"، نال الرجل 18.4 في المئة من الأصوات، بينما حل القروي مؤسس حزب قلب تونس ثانيا بنسبة تصويت بلغت 15.5 في المئة.