أشارت مصادر عراقية محلية إلى ترشيح شخصية قيادية سابقة مقربة من إيران لتولي منصب قيادة الفرقة الخامسة في الشرطة الاتحادية.
ويأتي هذا التطور بعد أيام معدودة من إزاحة رئيس هيئة مكافحة الإرهاب من منصبه.
وكان قائد قوات جهاز مكافحة الإرهاب عبد الوهاب الساعدي قد أزيح من منصبه، وكما جرى أيضا إزاحلة تمثال له في الموصل، حتى قبل أن يدشن.
والمرشح رقم واحد ليحل مكان الساعدي يدعى حيدر يوسف عبد الله، وهو معروف بولائه لطهران ومقرب من قاسم سليماني قائد قيلق القدس، وقد تمت ترقيته بسرعة إلى رتبة لواء ليغدو جاهزا لرئاسة جهاز مكافحة الإرهاب، وفق مصادر مطلعة.
وكان حيدر يوسف يشغل منصب آمر اللواء الخامس الخاص في قوات بدر، ثم نُقل إلى وزارة الداخلية، وجرى ترفيعه إلى عميد في الشرطة الاتحادية إبان فترة ولاية وزير الداخلية السابق محمد الغبان.
وأثار استبعاد الساعدي عن رئاسة جهاز مكافحة الإرهاب استهجانا، ليس على المستوى الشعبي فحسب، إذ وصلت حدة الجدل قاعة البرلمان حيث طالب بعض النواب بعقد جلسة يجيب فيها رئيس الحكومة عادل عبد المهدي على أسئلة كثيرة طرحت، ومنها لماذا لم تتم إزاحة صور القادة الإيرانيين وصور ميليشياتهم من الموصل وبقية المحافظات؟
وجرى طرح هذا السؤال تحت عنوان "عدم الحفاظ على السيادة العراقية"، وهي مخاوف لا يبدو أن آذان الحكومة في بغداد، منصتة إليها.
فيوما بعد يوم، تتكشف أكثر خيوط مخطط تعمل طهران جاهدة على حياكته داخل النسيج العراقي الأمني، فعقب إعلان ميليشيات الحشد الشعبي عزمها تشكيل قوة جوية خاصة وما تبعه من تشكيل مجلس تنسيق عسكري مستقل واختراق جهاز مكافحة الإرهاب، وصل المد الإيراني إلى الشرطة الاتحادية.
وفي سياق آخر، كان السفير الإيراني في بغداد، إيرج مسجدي، أشار بوضوح إلى أن حلفاء طهران في العراق هم من سيردون على القوات الأميركية إذا هاجمت إيران، وهذ التهديد ليس بالجديد، ولا يشذ عن سياسة إيران، التي تعتمد على أذرعها في المنطقة لشن حروب بالوكالة.