أعلن في تونس اليوم الخميس وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي عن عمر ناهز 92 عاما، ودعا رئيس البرلمان محمد الناصر الشعب التونسي إلى التكاتف، وقال إنه سيتولى الرئاسة مؤقتا، وذلك وفقا لما ينص عليه الدستور، كما أعلن الحداد في البلاد لسبعة أيام.
وكان الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي قد ولد في سيدي بوسعيد في نوفمبر 1926، وتلقى تعليمه في المعهد الصادقي.
وانخرط السبسي في العمل السياسي صغيرا، حيث انضم للحزب الدستوري الجديد، وعمره 15 سنة.
وبعد حصوله على شهادة الثانوية العامة، أكمل دراسته في القانون بجامعة السوربون في العاصمة الفرنسية باريس.
وفي يوليو عام 1952، عاد السبسي إلى تونس والتحق بمكتب المحامي فتحي زهير، حيث تم تكليفه مع محامين آخرين للدفاع عن الوطنيين الذين مثلوا أمام المحكمة العسكرية، غير أن السبسي اضطر للعمل منفردا في المكتب بعد نفي فتحي زهير في مارس 1954.
وفي 28 أبريل 1956، دعا الحبيب بورقيبة، الذي كان بشغل منصب الوزير الأول آنذاك، السبسي إلى ديوانه وكلفه بمتابعة ملف الشؤون الاجتماعية، وبعد نحو 3 شهور تم تعينه مديرا للإدارة المحلية والبلدية، وظل كذلك إلى أن أصبح مديرا للسياحة.
دخل السبسي في البرلمان التونسي بعد نجاحه في الانتخابات التشريعية في نوفمبر 1969، وتم تعيينه في الحكومة وزيرا للدفاع الوطني برتبة وزير دولة.
بعدها دخل السبسي السلك الدبلوماسي في عام 1970، عندما تم تعيينه سفيرا لتونس في باريس، غير أنه استقال من منصبه في العام 1972 وعاد إلى تونس ليستأنف نشاطه بمكتب المحاماة ويواصل نضاله مع مجموعة من الليبراليين، وصار ينشر مقالات في صحيفتي "الرأي" و"الديمقراطية" بصورة منتظمة.
ولم يطل به الحال كذلك، حيث طرد من الحزب خلال مؤتمر عقد في أكتوبر 1974، غير أن الحبيب بورقيبة، الذي أصبح رئيسا لتونس، أعاده في سبتمبر 1979 خلال مؤتمر آخر للحزب.
وفي الثاني من ديسمبر 1980، وافق السبسي على الانضمام إلى حكومة محمد مزالي بعد أن تعهد بورقيبة بتحقيق الانفتاح الديمقراطي والتعددية، وشغل حينها منصب وزير دون حقيبة، ثم أصبح وزيرا للخارجية في أبريل 1981، وظل يشغل هذا المنصب إلى أن قدم استقالته في سبتمبر 1986.
وعيّن في 15 سبتمبر 1986 سفيرا لدى جمهورية ألمانيا، لكنه عاد إلى تونس في نوفمبر 1987، حيث تم تعيينه عضوا بالمجلس الدستوري.
وانتخب في العام 1989، في مجلس النواب وتولى رئاسة المجلس بين عامي 1990 و1991، وعين في فترة أولى رئيسا للجنة السياسية والشؤون الخارجية، ثم أصبح رئيسا لمجلس الأعيان في سبتمبر 1990 وظل كذلك حتى أكتوبر 1991، حيث عاد إلى مهنة المحاماة حتى غداة الثورة الشعبية.
وفي 27 فبراير 2011 دعي لتولي رئاسة الحكومة الانتقالية المكلفة بإعداد انتخابات المجلس التأسيسي.
وأسس في يوليو عام 2012 حركة " نداء تونس"، التي نالت الأغلبية النسبية في الانتخابات التشريعية في 26 أكتوبر 2014 حيث فاز بـ86 مقعدا من مجموع 217.
وفي 23 نوفمبر 2014، خاض السبسي الانتخابات الرئاسية وحصل على 39.46 في المئة من الأصوات في الدور الأول، لكنه حسم الفوز لمصلحته في الدور الثاني بحصوله على نسبة 55.68 في المئة من الأصوات.