تطول قائمة الدعم القطري للإرهاب، وتحتاج الدوحة الكثير من وسائل الإقناع للخلاص منها، فلا يكاد يمر يوم إلا ويكشف عن دليل جديد على تورط قطر في دعم الإرهاب في المنطقة، ومناطق مختلفة حول العالم.
بدءا، من استضافة منظّر تنظيم الإخوان الإرهابي يوسف القرضاوي، المعروف بـ"مفتي الكراهية" وفق وسائل إعلام أميركية، فإن دعم الدوحة للإرهاب امتد ليشمل عدة دول عربية.
ففي اليمن، عثرت السلطات الأمنية على أسلحة قطرية في وكر لتنظيم الإخوان الإرهابي، في عدن.
وفي ليبيا، تتوالى الفضائح عن دعم الدوحة الإرهابيين بالأسلحة والأموال، ليصل الأمر إلى حد نشر قوات قطرية على الأراضي الليبية، لدعم ميليشيات طرابلس، في بسط سيطرتها في معتيقة ومصراتة.
وأشار أحد تقارير وكالة الأمم المتحدة للاجئين، إلى أن قطر، منذ سقوط القذافي، تركز على دعم الميليشيات في طرابلس، مما يعزز حالة الإرهاب العابر للدول.
أما في سوريا، فترعى الدوحة الجماعات والفروع التابعة لتنظيم القاعدة، وعلى رأسها جبهة النصرة، وقد لعبت دور الوسيط في الإفراج عن عشرات الأسرى لدى جبهة النصرة في عدة مناسبات.
وأكبر مثال على ذلك، دفع الدوحة فدية للإرهابيين لإطلاق سراح راهبات معلولا، في مارس عام 2014.
وفي العراق، في أبريل عام 2017، دفعت الدوحة أكبر فدية في التاريخ لجماعة إرهابية للإفراج عن 26 مواطنا قطريا في العراق.
وفي نوفمبر عام 2017، ساهم الكشف عن وثائق لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، بفضح العلاقة بين الدوحة وتنظيم القاعدة.
وكانت وثائق حصلت عليها الاستخبارات الأميركية حينها، كشفت ثقة بن لادن بقطر، و"يقينه بموافقتها وقدرتها على المساهمة في تنفيذ مخططات القاعدة".
ودعا بن لادن في رسالة كتبها بخط يده، إلى دعم إنشاء ما سماه "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، لنشر الأفكار المتطرفة، معربا عن ثقته في استجابة قطر لتعليماته بشأن تبني المشروع وتمويله والإعداد لإنشائه.
كما أثبتت الوثائق ثقته في قدرة قطر على تنفيذ مخططات القاعدة الإرهابية من خلال نشر الفكر المتطرف، بالإضافة إلى أنها تؤكد "دون أدنى شك مساهمات قطر الواسعة لبث الفتنة ودعم الإرهاب في دول الخليج العربي خاصة ودول المنطقة عامة".
دعم الإرهاب دوليا
وعالميا، كشف تقرير أميركي في يونيو الماضي، استغلال الدوحة ثغرات قانونية لتمويل إرهابيين مدرجين على قوائم الإرهاب الدولية.
كما توفر الدوحة الحماية لإرهابيين مطلوبين دوليا، من بينهم خليفة السبيعي ومبارك العجي وعبد الرحمن النعيمي.
وفي إيطاليا، عثر قبل فترة وجيزة، على صاروخ "جو- جو" قطري مع جماعة يمينية متطرفة معروفة بــ"النازيون الجدد".
وقالت الشرطة الإيطالية في بيان: "ضُبط خلال العملية صاروخ جو-جو في حالة تشغيل جيدة، ويستخدمه الجيش القطري"، مشيرة إلى أن المشتبه بهم حاولوا بيع الصاروخ عبر محادثات على تطبيق واتساب.
وأظهرت فحوص لاحقة أن الصاروخ فرنسي الصنع، ومن طراز ماترا، وكان مملوكا للقوات المسلحة القطرية في وقت من الأوقات.
وتعليقا على ذلك، قالت الصحفية الإيطالية المختصة في الشأن الليبي، فينسيا توماسيني، لسكاي نيوز عربية: "نحن نعلم أن قطر تمول مسجدا جديدا في المنطقة الشمالية من إيطاليا، لكن لم نكن نتوقع أنها تمول بالأسلحة جماعات متطرفة".
وأضافت "هؤلاء المتعاطفين مع النازيين الجدد، لابد من وصفهم بالإرهابيين، وهذا تعريف جديد للإرهاب، لأنهم يؤمنون بتفوق العرق الأبيض، وهذا أيضا أمر يثير القلق".
وفي شهر مايو الماضي، اعتقلت الاستخبارات الهندية مواطنا كان يعمل ويقيم في الدوحة، للاشتباه في علاقته بداعش.
ومع متابعة أنشطة قطر في المنطقة وحول العالم، يبدو دورها في دعم الإرهاب واضحا وضوح الشمس، وبالرغم من سعي الدوحة الدائم لنفي هذه الشبهة عنها، فإن سلوكها وحده كفيل بتأكيدها.