"جيران وأصدقاء، نعم، لكن للمصالح حسابات أخرى". انكشف منطق قطر في التعامل مع الدول الصديقة، حيث تعلن "صداقتهم" من جهة، لكنها لا تتوانى عن "استهدافهم"، حين تقتضي مصالحها ذلك.
وبالرغم من أن الدوحة تصف علاقتها الوثيقة والقوية مع إيران بـ"التاريخية"، لكن ذلك لم يمنعها مما يبدو بمثابة "طعنة في الخلف لصالح طرف ثالث".
وأعلنت القيادة الأميركية الوسطى إرسال ونشر نحو 12 مقاتلة من طراز "إف 22" إلى قطر، وذلك ضمن الحشد العسكري الأميركي، للتصدي لأي تهديدات إيرانية.
ووفقا لموقع القيادة الوسطي، فقد تم نشر هذه الطائرات في قاعدة العديد الجوية في قطر، مضيفة أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها نشر هذا الطراز من الطائرت الأميركية في قاعدة العديد.
وتعد قاعدة العديد مقر القيادة الأميركية الوسطى في المنطقة، وتستضيف أكثر من 10 آلاف جندي أميركي.
وسبق السرب الجديد من طائرات "إف 22"، أفواج أخرى من عمليات الانتشار والتعزيز العسكري الأميركي. ففي مطلع مايو الماضي، أرسلت الولايات المتحدة 4 قاذفات ثقيلة من طراز "بي 52".
وأتبعت ذلك بنشر عشرات المقاتلات من طرزات مختلفة، وأسلحة أخرى تشمل نظما دفاعية، وطائرات استطلاع وإنذار مبكر.
ويقول مراقبون، إن هذه التعزيزات الأميركية تكشف تناقض قطر المعتاد، على اعتبار أنها تعرف جيدا أن هذه القوات ستكون رأس الحربة في أي هجوم أميركي محتمل ضد "الصديقة" إيران.
وتابعوا "كما تعرف أيضا أن وجود هذه القاعدة وغيرها، ينسف من الأساس أكذوبة السيادة واستقلال القرار، التي ترددها كلما ارتبط الأمر بتعديل سلوكها العدائي والتخريبي ضد جيرانها".