مع انطلاق موسم الحملات الانتخابية في موريتانيا، تنشط السوق الموريتانية، وتنتعش معها بعض المهن الحرفية التي كانت تعاني ركودا في المواسم العادية.
وتعد مهنة الخط من بين المهن الأوفر حظا في استقطاب الزبائن خلال الحملات الانتخابية، لكونها عنصرا فعالا في الدعاية للمتسابقين في الانتخابات، ما يجعلها تشهد إقبالا كبيرا من قبل أنصار المرشحين للرئاسيات من أجل إعداد اللافتات وشعاراتهم الانتخابية.
ويقول محمد ولد أحمد وهو صاحب ورشة للخط وسط العاصمة الموريتانية نواكشوط ، "ورش الخط تزدهر خلال هذه الفترة لكثر الطلبات التي تتطلب منا العمل على مدار اليوم".
ويضيف وهو يضع لمساته الأخيرة على لافتة لأحد المرشحين "في فترة الحملة تتضاعف استفادتنا في الورشة حتى تطال آخرين نستعين بهم لكثر العمل لدينا".. "إنه موسم الحصاد الذي يدخل الفرح في قلوب عمال ورشتنا".
ليست ورش الخط هي عنصر الدعاية الوحيدة للمترشحين في الاستحقاقات الرئاسية فحسب، فللخيم ومكبرات الصوت دورها البارز في إنعاش الحملة.
هذا الدور المحوري جعل إنتاج ممتهني خياطة الخيم يتضاعف هو الآخر، حيث توفر لهم الحملة فرصة لبيع منتوجاتهم وبأسعار متضاربة، بعد معاناة من كساد المنتوج في الأزمنة الأخرى.
ومع احتدام التنافس بين ستة مرشحين للفوز بالرئاسة في موريتانيا، تنتعش مهن أخرى وبعض القطاعات التي تشكو ركود الاقتصاد.
ويمتد ريع الحملات الانتخابية ليشمل المطابع الورقية، ووكالات تأجير سيارات الدفع الرباعي.
ويرى بعض المستثمرين في مجال تأجير السيارات، أن الحملات الانتخابية هي فرصة لا تتكرر بالنسبة لهم، حيث تتضاعف خلالها الأرباح، فيجنون خلال 15 يوما ما لا يجنونه على مدار ثلاثة أشهر.
بحسب المتخصصين في السوق الموريتاني، يصل سعر تأجير السيارة رباعية الدفع في موريتانيا لمدة يوم واحد إلى حوالى 30 ألف أوقية أو ما يقارب 90 دولارا في الأيام العادية.
لكن هذا السعر يتضاعف في أيام الحملات الدعائية للانتخابات وإلى ما بعد إعلان النتائج حتى انتهاء احتفال الأطراف الفائزين، حيث تتراوح الأسعار ما بين 50 ألف أوقية و 70 ألف أوقية 150 إلى 200 دولار.
وتخضع الأسعار إلى تغييرات إلى الأعلى حسب الطلب على السيارات.