نظم عشرات الناشطين وسط بيروت، السبت، احتجاجاً على الأوضاع البيئية السيئة التي وصلت إليها البلاد، بدعوة من امهات لبنانيات.
وتحت عنوان "حرقتوا نفسنا" رفع المشاركون لافتات تنتقد السياسات البيئية التي تعتمدها الحكومة، والتلوث الذي يلحق بمناطق لبنانية عدة.
وارتدى المشاركون "كمامات" على وجوههم في إشارة إلى الروائح الكريهة التي تنبعث من مطامر النفايات المحيطة ببيروت، ورفعوا أعلاما لبنانية كتبوا عليها "لقد خربتوا البلد".
وحضر عشرات الأشخاص من أحياء عدة من بيروت ليسجلوا اعتراضهم على نية السلطات اللبنانية إقامة محرقة للنفايات في منطقتهم، وصفوها بالقاتلة.
وتقول الأستاذة في الجامعة الأميركية في بيروت نجاة صليبا إن "التحرك خجول وعلى الشعب اللبناني بأكمله المشاركة والاحتجاج لأن صحتنا باتت في خطر".
وأضافت صليبا في تصريحات لــ "سكاي نيور عربية" أن "المشكلة الأساسية في بيروت تكمن في محرقة النفايات والانبعاثات التي قد تنشرها، مما سيؤدي إلى كارثة حقيقية في المدينة، وإلى ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان".
أما آمنة عتريس من منطقة الجناح جنوب بيروت، وهي أم لستة أولاد، فاعتبرت أن مشاركتها تصب في اطار "تلوث البحر والجبل والجو".
واضافت آمنة لـ "سكاي نيوز عربية": "نحن ضد ما يحصل في البلد، الوضع لا يطاق، نعاني أمراضاً تنفسية بسبب مكان سكننا القريب من مطمر كوستابرافا للنفايات"، وتابعت: "لقد خنقتنا الروائح والانبعاثات".
وتقول مريم التي احضرت أحفادها للمشاركة في الاعتصام: "منطقة السان سيمون جنوب بيروت كانت تعد واحدة من أجمل المناطق، إلا أنها تحولت اليوم إلى بؤرة مجاري".
ورفع صياد ستيني لافتة كتب عليها: "البحر ملوث بالنفايات والمجارير، أين حقوق الصيادين"؟
وقال الناشط في حركة "لحقي" أدهم حسنية: "البيئة للناس وليست للصفقات والتحاصص"، معتبراً في تصريح لـ "سكاي نيوز عربية" أن "إقامة سد مائي في منطقة بسري الجبلية في جبل لبنان جريمة كبرى لأنها تهدد سكان المناطق المحيطة".
وأضاف: "أنها سلسلة من جرائم عدة ترتكب على الشواطئ وعلى مجاري الأنهار ومكبات الصرف الصحي".
وأحضرت الأستاذة في الجامعة اللبنانية حليمة قعقور أولاد اقربائها للمشاركة معها في الاعتصام، وطالبت بأن "يكف السياسيون عن الكذب في كتب التربية الوطنية التي تدرس في المدارس، والتي تعتبر أن البيئة ثروة وضرورة وطنية، بينما يحصل العكس على الأرض".
من جهتها اعتبرت الناشطة زينة الحلو، أن "الواقع البيئي أصبح خطرا جدا علينا وعلى أولادنا، ويتوجب علينا دق ناقوس الخطر وجرس الإنذار لأن البيئة غير مستدامة والاستمرار في تلويثها سيأخذنا إلى المجهول".
وتحول الاعتصام إلى مسيرة ضمت المئات، الذين توجهوا إلى محيط وزارة البيئة، مهددين بتصعيد تحركاتهم خلال الأيام المقبلة.