احتدمت المعارك في شمال غرب سوريا الجمعة، بعدما شن مقاتلو المعارضة هجوما لصد هجوم الجيش الذي قصف آخر معقل رئيسي للمعارضة في البلاد على مدى أسابيع.
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء، أن "الجيش استوعب هجوما لمجموعات إرهابية على نقاط المواجهة" بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلين خلال الليل. وأضافت أن المقاتلين أطلقوا قذائف مدفعية على قرية في ريف حماة الشمالي.
وقالت فصائل معارضة إنها سيطرت على ثلاث قرى رئيسية في ريف حماة في وقت متأخر الخميس أثناء الهجوم المضاد.
ونفت التقارير التي ذكرت أن القوات الحكومية استعادت السيطرة على مواقعها، وقالت إن وحدات الجيش تكبدت خسائر فادحة مع احتدام القتال الجمعة.
ويعد القتال في محافظة إدلب وشريط من محافظة حماة القريبة أكبر تصعيد عسكري بين الجيش السوري وقوات المعارضة منذ الصيف الماضي.
وفر عشرات الآلاف من منازلهم ولجأ الكثير منهم للحدود التركية للاحتماء من الضربات الجوية التي قتلت العشرات.
وقال اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية، وهو منظمة إغاثة تعمل في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، الجمعة إن القصف تسبب في إغلاق 55 منشأة طبية منذ أواخر أبريل.
والقوة المهيمنة في منطقة إدلب هي هيئة تحرير الشام أو "جبهة النصرة سابقا" التابعة لتنظيم القاعدة. كما تنشط جماعات أخرى هناك تدعم تركيا بعضها.
وبموجب اتفاقاتها مع روسيا نشرت تركيا قوات في نحو 12 موقعا في إدلب. وتنتشر القوات التركية أيضا في منطقة إلى الشمال تسيطر عليها فصائل من المعارضة تدعمها أنقرة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن عشرات المنشآت الصحية والمدارس استهدفت خلال الاشتباكات.
وقال ينس لايركه المتحدث باسم المكتب للصحفيين في جنيف الجمعة "الأمر مروع... يجب وضع حد لهذا الأمر".
وأضاف أنه حتى في المستشفيات التي لم تقصف "يسود الخوف من احتمال حدوث قصف لذلك يرحل الأطباء وأطقم الرعاية الصحية ويمتنع المرضى عن الذهاب إلى هناك".