لم تكن تركيا بعيدة عن المشهد الليبي، منذ بدء الأزمة في البلاد عام 2014، ولم يعد خافياً على أحد، أن أنقرة تدخلت ولا تزال في الشأن الداخلي الليبي سياسياً وعسكرياً.
آخر أوجه الدعم، وصل عبر سفينة أخرى محملة بالأسلحة والمعدات العسكرية، انطلقت من ميناء سامسون التركي في التاسع من مايو الحالي قبل أن تصل إلى العاصمة طرابلس.
والسفنية التي تحمل اسم "أمازون" خرجت من ميناء سامسون في التاسع من مايو، محملة بآليات عسكرية وأسلحة متنوعة، حسبما أظهرت صور التقطت من على متنها.
شحنة جديدة من الدعم العسكري، تأتي بعد أيام من موقف مثير للجدل أطلقه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد بدء عمليات الجيش الوطني الليبي العسكرية لتحرير طرابلس من قبضة الجماعات الإرهابية.
فقد أعلن الرجل صراحة دعم بلاده لحكومة فايز السراج، وتدخله لصالح الأخير.
كما أن وزير الداخلية في حكومة السراج، فتحي باشا آغا، ورئيس مجلس الدولة الاستشاري خالد المشري زارا معرضاً للأسلحة في تركيا في الأول من مايو الحالي.
وفي لقاء مع "سكاي نيوز عربية" الاثنين الماضي، قال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري إن أسلحة وطائرات تركية مسيرة (درونز) وصلت إلى أيدي ميليشيات طرابلس.
وأوضح أن "هناك دعما تركيا للميليشيات، وقد استخدمت طائرات دون طيار تركية".
ولفت إلى أن "استخدام التقنيات يحتاج إلى وقت كبير من الإعداد والتدريب والتجهيز، لكن دخول الطائرات المسيرة في غضون 48 ساعة يدل على أن هناك أجانب يشرفون على تسيير هذه الطائرات".
إلا أن الدعم العسكري، سواء من تركيا أو من دول أخرى تدعم الجماعات المتطرفة مثل قطر، لم يكن الأول خلال الأشهر الأخيرة.
إذ عثر الجيش الوطني الليبي على أسلحة قطرية كانت بحوزة الميليشيات الإرهابية، كما تم ضبط شحنات من الأسلحة والمعدات العسكرية القادمة من تركيا عبر البحر.
تطورات دفعت بالأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس إلى تجديد دعوته لجميع الدول لتطبيق حظر السلاح في ليبيا.
وعبر غوتيريس عن قلقه العميق إزاء الأزمة الليبية، وعمليات تهريب الأسلحة خلال الآونة الأخيرة، خصوصاً عبر البحر.