وصل إلى العاصمة السودانية الخرطوم قطار يقل على متنه مئات المحتجين قادمين من مدينة عطبرة شمال البلاد للانضمام إلى عشرات آلاف المعتصمين، وسط هتافات ومطالبات بإنهاء أي وجود لنظام الرئيس المعزول عمر البشير.
وشهد الاعتصام في مقر القيادة العامة أجواء احتفائية وتعالت الأصوات المرحبة بالقادمين الجدد من عطبرة، التي شهدت بداية الاحتجاجات في 19 ديسمبر الماضي.
وهتف المعتصمون مطالبين بتحقيق العدالة لقتلى التظاهرات وبعودة السكك الحديدية، مؤكدين على ضروة تسليم السلطة لهيئة حكم مدنية في أسرع وقت.
ويتصاعد التوتر في السودان بعد تعليق التفاوض بين حركة الاحتجاج والمجلس العسكري الانتقالي الحاكم، الذي يطالب برفع الحواجز التي تغلق الطرق المؤدية إلى مقر قيادته والذي يتجمع آلاف المتظاهرين أمامه منذ أسبوعين.
ويتجمع المحتجون على مدار الساعة في هذا الموقع منذ أكثر من أسبوعين، وتوعدوا بتصعيد تحركهم للمطالبة بحكومة مدنية في حين يطالب المجلس بعودة الوضع إلى طبيعته في الخرطوم أمام مقره العام.
ويتولى المجلس العسكري الانتقالي زمام الأمور في السودان، منذ عزل البشير في 11 الجاري، تحت ضغط الشارع.
وكان رئيس المجلس، الفريق الركن عبد الفتاح البرهان، قد أكد أن الحوار لا يزال مستمرا بشأن إدارة المرحلة الانتقالية، مؤكدا استعداد المجلس تسليم السلطة في أقرب وقت ممكن.
وفي لقاء خاص مع سكاي نيوز عربية، قال البرهان إن "المجلس العسكري حينما أقدم على التغيير كان تلبية لرغبة الشعب، والحالة الوطنية كانت تستدعي أن يستجيب الجيش وأفراده لصوت الشعب".
وفيما يتعلق بتشكيل مجلس سيادي مدني للإشراف على المرحلة الانتقالية، قال البرهان إن "الحوار مستمر في هذا الشأن (فيما يتعلق) بتكوينات المجلس.. مجلس سيادي.. مجلس عسكري مختلط.. مجلس عسكري بصلاحيات محدودة.. الحوار مستمر في ذلك".
واعتبر البرهان أن "تشكيل حكومة ذات كفاءات وطنية هي المخرج، وجزء كبير من القوى السياسية لديها نفس المقترح".
وتابع: " نفضل أن يتم كل أمر بالتشاور اذا كان مع القوى السياسية الأخرى أو المجلس العسكري.. أي انفراد بالقرار لديه مخاطر غير معروفة العواقب.. قد تحصل انشقاقات في أطراف أخرى وجهات أخرى تعلن نفس الإعلان.. فهناك مخاطر .. يجب أن يتم كل أمر بالتوافق والتراضي".