أكد مراقبون أن المساعدات التي أعلنت السعودية والإمارات عن تقديمها للسودان تأتي في إطار حرص الدولتين على الوقوف مع الشعب السوداني، وتؤكد مجددا انحياز الرياض وأبوظبي إلى دعم الدول العربية.
وكانت السعودية والإمارات أعلنتا، اليوم الأحد، تقديم دعم للسودان والشعب السوداني بقيمة ثلاثة مليارات دولار، منها "500 مليون دولار مقدمة من البلدين كوديعة في البنك المركزي السوداني".
و"استشعارا منهما لواجبهما نحو الشعب السوداني الشقيق، ومن منطلق التعاون البنّاء، ودعما لجمهورية السودان"، كانت الخطوة السعودية والإماراتية لتؤكد دور البلدين الدائم في الوقوف إلى جانب الدول العربية.
وبالإضافة إلى وديعة الـ500 مليون التي ترمي لتقوية المركز المالي للبنك المركزي وتخفيف الضغوط على الجنيه، سيتم صرف بقية المبلغ لتلبية الاحتياجات الملحة للسودانيين من غذاء ودواء ومشتقات نفطية.
وتؤكد هذه الحزمة أن الرياض وأبوظبي اللتين ترتبطان بعلاقات تاريخية واجتماعية وثقافية واستراتيجية مع الخرطوم، تضعان الجانب الإنساني على رأس أولويتهما وتحرصان على رفع معاناة الشعوب الشقيقة.
وفي هذا السياق، قال الباحث السياسي، الجميل الفاضل، في مداخلة على شاشة "سكاي نيوز عربية" من الخرطوم، إن السودان عانى من "أوضاع اقتصادية صعبة خلال حقبة البشير، واليوم جاءت هذه المبادرة من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لدعم الشعب السوداني واقتصاده الذي غرق في مستنقع من الفساد".
رسالة للشعب السوداني
وأضاف "تأتي المساعدة في التوقيت المناسب، والشعب السوداني يثمن كثيرا هذه المبادرة في بلد عانى من ممارسات فاسدة دفعت اقتصاد البلاد للوراء"، مشددا على أن "المساعدة ذات قيمة كبيرة ليخرج السودان من أزمته سليما ومعافى، وهي رسالة للشعب السوداني بأنه ليس وحده".
أما الكاتب السياسي السعودي، سعود الريس، فقال إن حزمة المساعدات تحمل "رسالة على التنسيق العال بين السعودية والإمارات، والرغبة الصادقة منهما في دعم السودان الذي مرّ بفترة عصيبة..".
وأضاف أن "المبادرة ستساهم في تنمية السودان وخصوصا بنيته التحتية وقطاعه المصرفي، وسيكون لها تأثير إيجابي في حياة المواطنين، وستعيد للخرطوم دورها المهم في المنطقة العربية".
وفي السياق، قال رئيس تحرير صحيفة إيلاف السودانية، خالد التيجاني، إن هذه الخطة ستجد حتما "تقديرا من الشعب السوداني في المرحلة الانتقالية الحساسة، حيث جاءت دعما إسعافيا لحين تشكل المؤسسات في الدولة..".
وأشار إلى الحزمة السعودية الإماراتية "تندرج في إطار العلاقات التاريخية بين هذه البلدان والسودان، وستساعد الخرطوم على التعافي والعودة للعب دورها في العالم العربي".
إنقاذ واحتضان
من جانبه، قال الخبير في العلاقات الدولية، سالم اليامي، إن المساعدات يمكن وصفها بأنها عملية "إنقاذ واحتضان" من جانب الإمارات والسعودية للسودان الذي يمر بمرحلة خطيرة.
و"ما يميز هذه المساعدة أنها ستذهب للشعب السوداني كي يستفيد منها، كما أنها تقييم رشيد من جانب الدولتين لثقل السودان في الوطن العربي"، وفق اليامي.
ودأبت السعودية والإمارات عل تقديم مساعدات للشعوب في الدول العربية، على غرار مصر والأردن والعراق واليمن، وغيرها من دول العالم.
وعلى سبيل المثال وليس الحصر، فإن إجمالي مساعدات دول تحالف دعم الشرعية لليمن، بقيادة السعودية والإمارات، وصل خلال 3 سنوات إلى 17.6 مليار دولار، وفق تقرير نشر في سبتمبر 2018.
وفي يونيو 2018، استضافت مكة قمة رباعية بين السعودية والإمارات والكويت والأردن، أفضت إلى إعلان يقضي بتحصين المملكة الأردنية بحزمة مساعدات اقتصادية من الدول الخليجية، قيمتها 2.5 مليار دولار.