بعد نحو 72 ساعة على انطلاق عملية "طوفان الكرامة"، نجحت قوات الجيش الليبي في تحقيق تقدم لافت على أكثر من محور في العاصمة طرابلس رغم عدم استخدام الدبابات وسلاح الجو في المعارك حرصا على حياة المدنيين.
واستهل الجيش الليبي تقدمه لدحر الميليشيات المتشددة من طرابلس بالسيطرة على منطقتي ورشفانة والعزيزية الاستراتيجيتين اللتين تعدان مدخلا هاما للتقدم نحو العاصمة من ناحية الجنوب الغربي، حسب ما أعلن بيان عسكري يوم الجمعة الماضي.
وساهمت عملية السيطرة الخاطفة على ورشفانة والعزيزية في استعادة الجيش الوطني لمطار طرابلس الدولي، قبل أن يستمر في الزحف باتجاه العاصمة من محاور الجنوب والجنوب الغربي، مكبدا الميليشيات خسائر فادحة.
واللافت أن التقدم السريع لقوات الجيش على معظم جبهات القتال يأتي رغم عدم اللجوء إلى سلاح الجو والدبابات، حسب ما أكد المتحدث باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، في مؤتمره الصحفي، أمس السبت.
وكان المسماري قال إن القوات المسلحة لم تستخدم الطيران الحربي سواء المقاتلات أو المروحيات في المعارك، مشيرا إلى تعليمات من القائد العام، المشير خليفة حفتر، بعدم استخدام القوة المميتة سواء الطيران أو الأسلحة الثقيلة إلا بأمر مباشر منه، وذلك حفاظا على أرواح المدنيين.
وأوضح أن الجيش لن يستخدم السلاح الجوي والأسلحة الثقيلة في معركة طرابلس حفاظا على أرواح المدنيين والممتلكات، وقال "هذا مقيد جدا.. لكن لدينا قوة ضاربة من العمليات الخاصة لم تدخل المعركة بعد ولديها تدريب عال جدا في القتال داخل المدن.. الهجوم يسير بشكل ممتاز".
وكان حفتر أعلن، مساء الخميس الماضي، انطلاق عملية "طوفان الكرامة"، مؤكدا للأمين العام للأمم المتّحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي التقاه في اليوم نفسه في بنغازي، أنّه ماض نحو تحقيق هدفه الرامي إلى طرد الجماعات المتشددة من العاصمة.
وبالإضافة إلى استعادة المطار ومنطقتي ورشفانة والعزيزية، نجح الجيش، منذ مساء الخميس حتى ليل السبت، في دخول بعض أحياء طرابلس من الجنوب والجنوب الغربي، وسط تقدم على جبهة طريق أم وادي الربيع و7 محاور أخرى، وفق الإيجاز اليومي للمسماري.
وقال المتحدث باسم الجيش إن "العمليات تسير بشكل ممتاز.. دخلنا أحياء المدينة من الجنوب والجنوب الغربي، وهناك اشتباكات قوية والمليشيات تحاول استعادة طريق أم وادي الربيع، وهو من أهم الطرق الاستراتيجية، نحن نتقدم في 7 محاور الآن".
كما تمكنت القوات المسلحة من دخول طريق صلاح الدين الاستراتيجي، الذي يضم المنشآت والكليات العسكرية وأجهزة الشرطة، وفق المسماري الذي أشار إلى أن قوات الجيش بدأت عمليات بالفعل للسيطرة على الطريق، مساء السبت.
وردا على رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبيّة، فايز السراج، الذي هاجم عملية طرابلس، قال المسماري لـ"سكاي نيوز عربية"، إن السراج لم يقدم أي تنازلات أو خطوات إيجابية لحل الأزمة الليبية، مشيرا إلى أنه لم يكن شريكا من أجل السلام. بل ذهب إلى قطر وتركيا للتنسيق مع تنظيم الإخوان الإرهابي.
وأشار المسماري إلى أن معركة طرابلس ستكشف حقيقة دور السراج الذي لم يكسب أي شرعية من قبل البرلمان الليبي، وقال "نحن سعداء بالمعركة الحالية ليقف العالم على حقيقة السراج وحقيقة من يقف خلفه في إدارة الأمور في ليبيا".