أثار برنامج تلفزيوني على محطة لبنانية جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد مشادة كلامية بين مغن سوري وأحد المشاركين في البرنامج، على خلفية القرار الأميركي بشأن الجولان المحتل.
ورغم مرور يومين على بث حلقة جديدة من برنامج "منا وجر" على محطة "MTV" التي شهدت المشادة بين المغني علي الديك والإعلامي اللبناني سلام الزعتري، فإن الجدل لا يزال مستمرا.
وفي حين انقسمت الآراء بين مؤيد للزعتري ومناصر للديك، نال مقدم البرنامج بيار رباط والقائمين على المحطة الحصة الأكبر من الانتقادات بسبب انحيازهم للمغني السوري على حساب زميلهم.
وبدأ الشجار حين أثار رباط قضية توقيع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إعلانا يقضي باعتراف واشنطن بسيادة تل أبيب على هضبة الجولان، التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967.
وبينما كان الديك يعلق على هذه القضية الحساسة مستهلا كلامه "أسمع جعجعة ولا أرى طحينا" مؤكدا أن الجولان سورية و"دمشق لن تهنئ حتى تعود الجولان إلى حضنها"، قاطعه الزعتري.
واعتبر الزعتري، في معرض تعليقه على كلام الديك، أن النظام في سوريا منذ عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد يتحمل مسؤولية ضياع الجولان، وقال، في هذا السياق، "النظام باع الجولان".
ويعتبر بعض المحللين أن الأسد الأب اختار عدم التصعيد في الجولان منذ حرب 1973، حيث كانت هذه الجبهة الأكثر هدوءا ولم تتخذ سوريا أي خطوات عسكرية جادة لاستعادتها طيلة أكثر من 4 عقود.
وأثار كلام الزعتري، الذي يعد أحد المشاركين في البرنامج الترفيهي، غضب الديك الذي استشاط غضبا وبدأ بالصراخ مهددا بالانسحاب ومغادرة المسرح، قبل أن تبدأ "عملية" استرضائه.
ولجأ مقدم البرنامج والمخرج ومدير المسرح إلى كافة الوسائل لإقناع الديك، المعروف بولائه المطلق للرئيس السوري بشار الأسد، إذ لم يتوان رباط على تقبيل رأسه والتمني عليه البقاء.
ولتكتمل الصورة، عمل المخرج إلى بث أغنية وطنية بصوت الديك في حين حث مدير المسرح الجمهور على التصفيق حين كان المغني السوري يشيد بالأسد، الأمر الذي أثار استياء واسعا.
ويعود هذا الاستياء إلى أن محطة "MTV" كانت إبان عهد الوصاية السورية على لبنان ضحية لقرارات النظام السوري ضد أي صوت معارض، فقد تم إقفالها عام 2002 بسبب مواقفها السياسية.
وما زاد من حالة الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، انحياز معد البرنامج وفريق العمل إلى صف الديك، فلم يأبهوا بانسحاب الزعتري رغم أن الأخير هو ضيف دائم على البرنامج.
وكان الزعتري، وأمام غضب الديك وصراخه، قرر الانسحاب وسط صمت مطبق من رباط الذي اتهم لاحقا، على مواقع التواصل الاجتماعي، الذهاب يعيدا في استرضاء المغني الشعبي.
وانهالت التعليقات الغاضبة على مواقع التواصل التي هاجمت المحطة ورباط على وجه الخصوص، بسبب هذا الموقف الذي اعتبره البعض مهينا وغير مهنيا، في حين دافع البعض عن القناة ومعد البرنامج.
كما تباينت المواقف حول الديك والزعتري، وفي حين أشاد البعض بموقف المغني السوري الذي يقضي معظم وقته في الأراضي اللبنانية، دافع آخرون عن الزعتري.
وقال الصحفي، علي الأمين، في تغريدة على حسابه في تويتر، "سلام الزعتري أنقذ منا وجر، ومحطة الـMTV من الغباء أو الاستغباء للمشاهد، من مسرحية مشغلي علي الديك".
وعلق الناشط عماد بزي، على صفحته في فيسبوك بالقول"، "هذه الصورة البشعة تستحضر إلى حد كبير ذكريات الذل على حواجز المخابرات. من لايذكر كيف أجبرت التلفزيونات اللبنانية على الحداد بالموسيقى الكلاسيكية يوم مات باسل الأسد، أو كيف أغلقت الـ MTV في وقت لاحق، لن يرى فيها حرجا".
وفي المقابل، قال الإعلامي المقرب من حزب الله، غسان جواد، "تحية للفنان علي الديك.. أما سلام الزعتري فلا صباح ولا تحية.. وليتوقف عن ترداد ما يقلنه نسوان الفرن ومثقفات الأغلفة والانستغرام..".
وأضاف قائلا، في تغريدة على تويتر، "الرئيس حافظ الأسد رفض التوقيع على استعادة الجولان ناقصة أمتار قليلة.. اقرأوا مذكرات بيل كلينتون وبلا حكي جهال وتافهين..".
ولم يقف الانقسام عند حدود مواقع التواصل الاجتماعي، بل طال أيضا وسائل إعلام لبنانية، وعلى رأسها صحف ومواقع إلكترونية، سارعت إلى تناول القضية كل وفق أجندته السياسية.