احتجاجات ضخمة تشهدها الجزائر بعد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، بالرغم من حالته الصحية المثيرة للجدل، لكن غيابه التام عن الساحة العلنية، واعتماده على رسائل يقرأها المسؤولون المقربون منه، أشعل السؤال التالي: هل يدرك بوتفليقة أنه مرشح في الانتخابات، وأن ترشحه أدى إلى اندلاع أزمة في البلاد؟
وردا على هذا السؤال، قال رئيس لجنة الإعلام في حزب جبهة التحرير الوطني الجزائري، محمود قيساري، لموقع "سكاي نيوز عربية": "طبعا!.. الرئيس مدرك تماما أنه مرشح في الانتخابات، ويعي طبيعة الأحداث الدائرة في البلاد".
واعتبر العضو في الحزب الذي ينتمي له بوتفليقة، أن هذا السؤال ما هو إلا "اتهام مبطن يصب في مصلحة زرع الشك والفتنة في الجزائر، ويؤكد وجود متآمرين ضد مصلحة البلد".
وكانت تقارير إعلامية سويسرية قد تحدثت عن طبيعة الحالة الصحية المتدهورة للرئيس البالغ من العمر 82 عاما، وقالت إنه يعاني من مشكلات في الجهاز التنفسي والعصبي. كما أن بوتفليقة لم يتحدث بشكل علني منذ عام 2013، بعد تعرضه لجلطة دماغية.
وفي هذا الإطار، قال قيساري: "هذه حرب إعلامية ضد الجزائر، واتهام غير مباشر لنخبة النخبة.. بدءا من قائد الجيش، للمخابرات، للدرك، للحرس الجمهوري.. هل كل هؤلاء متواطئون؟"، في إشارة منه إلى أنه من غير الممكن أن يساند كل هؤلاء المسؤولين رئيسا غير مدرك لترشحه.
وأوضح قيساري لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن بوتفليقة سيظهر علنا خلال الساعات المقبلة، خلال عودته من سويسرا إلى الجزائر، لينفي صحة التقرير التي تحدثت عن تدهور حالته الصحية، إلا أن قيساري لم يوضح طبيعة هذا الظهور العلني، وما إذا كان بوتفليقة سيكون قادرا على التحدث لأول مرة منذ نحو 7 سنوات.
من جانبها، اعتبرت عضو المكتب الوطني في حزب "جيل جديد"، مريم سعيداني، أن بوتفليقة مدرك لحقيقة ترشحه في الانتخابات، لكنه على الأغلب "لا يعلم مدى خطورة الوضع".
وأضافت في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية": "هو يعلم أنه مرشح للرئاسة، والدليل على ذلك أنه عين رئيسا للمجلس الدستوري في فبراير الماضي، استعدادا للترشح، فرئيس المجلس الجديد أعلن الولاء للرئيس وليس للدستور أو للشعب".
رسائل بوتفليقة.. من يرسلها؟
وتابعت: "بوتفليقة ذهب للمستشفى وحالته متدهورة، لكن هل هو يعلم ما يحدث في الجزائر؟، هذا هو السؤال المطروح"، مضيفة: "نحن نشكك دائما في الرسائل التي تُبعث باسمه، فجميعنا نعلم أنه غير قادر على كتابتها، أو على التعهد بإصلاحات أو أي شيء من هذا القبيل".
واعتبرت العضوة في حزب "جيل جديد"، أن "الوظيفة الرئاسية صودرت من بوتفليقة، من قبل الزمرة المحيطة به، مثل عائلته والمستفيدين من مناصبهم".
وردا على التصريحات بشأن ظهور بوتفليقة العلني المنتظر، قالت سعيداني: "هذا غباء.. صحيح أن الطائرة الرئاسية حطت في سويسرا ومن الممكن أن يعود بوتفليقة اليوم، لكن من الغباء أن يقولوا أنه سيرجع كمن هو في الستين من عمره وفي حالة صحية لا غبار عليها!، هذا أمر لا يقبله أي عقل، فهو غير قادر على ممارسة المهام الرئاسية".
أما الصحفي الجزائري العربي زواق، فقد اعتبر أن إجابة هذا السؤال تبقى بمثابة السر، قائلا: "الحقيقية لا يعرفها أحد باستثناء الأطباء وعائلة بوتفليقة المقربة، وكل ما يتداوله الناس هو مجرد تخمينات".
وتابع: "بالرغم من ذلك، فنحن نعرف أن عزة النفس والأنفة المترسخة لدى بوتفليقة، لن تسمح له برؤية صور المتظاهرين الذين يرفضونه".
واستطرد قائلا لموقع "سكاي نيوز عربية": "عائلة بوتفليقة ستحرص كل الحرص على عدم رؤيته لصور الشارع الجزائري، ولو رآها لانهار، لذا أستبعد أن يكون مدركا لخطورة الوضع، وحجم المظاهرات الشعبية ضد ترشحه لولاية خامسة".
وعن حديث بوتفليقة علنا، قال زواق: "مستحيل أن يتكلم، فنحن لم نسمع صوته منذ 7 سنوات، بالرغم من أنه خطيب جهوري ومتحدث بارع، ولو استطاع الكلام لما سكت".