تظاهر مئات الشبان، مساء الأحد، في وسط الجزائر العاصمة مناطق أخرى، احتجاجا على تقديم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ملف ترشحه رسميا إلى الانتخابات الرئاسية في 18 أبريل لولاية خامسة، بحسب ما أفادت مصادر عدة.
وتعهد بوتفليقة، الأحد، تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة في حال فوزه، يحدد موعدها مؤتمر وطني، يعمل أيضا على إقرار إصلاحات أساسية. لكن ذلك لم يوقف التظاهرات التي لم يسبق لها مثيل منذ وصول الرئيس الجزائري إلى السلطة قبل عشرين عاما.
وجاء تعهد بوتفليقة في إعلان تلاه عبد الغني زعلان مدير الحملة الانتخابية للرئيس الجزائري.
وكتب بوتفليقة في الرسالة قائلا: "لقد نمت إلى مسامعي، وكلي اهتمام، آهات المتظاهرين، ولاسيما تلك النابعة عن آلاف الشباب الذين خاطبوني في شأن مصير وطننا" وكرر تعهدا سابقا بإجراء استفتاء على تعديل الدستور.
وذكرت فرانس برس أن الشرطة انتشرت ليلا وسط الجزائر العاصمة.
وبدا أن موكبا للمتظاهرين كان آخذا في الاتساع خلال عبوره في وسط العاصمة، فيما أطلقت سيارات عدة أبواقها، وحلقت مروحية في الأجواء.
وفي بجاية بمنطقة القبائل، تجمع مئات الشباب أمام مقر الولاية، هاتفين "تريدون الحرب؟ نحن هنا!"، بحسب ما روى سكان لفرانس برس.
وخرجت مسيرات ليلية مماثلة في مدن عدة أخرى وفق موقع "تي إس آ" الإخباري، ولا سيما في جيجل وبوفاريك والبويرة وقالمة.
ومن المرجح أن يُنظر إلى إعلان بوتفليقة على أنهامحاولة لاسترضاء أولئك الذين خرجوا إلى الشوارع خلال اليومين الماضيين للاحتجاج على اعتزام الرئيس (82 عاما) البقاء في السلطة، وأيضا للسماح له بترك السلطة بشروطه.
وهذه أول تصريحات من جانب بوتفليقة بعد أضخم مظاهرات معارضة في الجزائر.
ومساء الأحد، وصل زعلان لتقديم ملفات الترشح، دون أي مؤشر على وجود بوتفليقة الذي قال التلفزيون السويسري إنه ما زال في مستشفى في جنيف.
وقبل إعلان بوتفليقة، قال رئيس الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات عبد الوهاب دربال إنه يتعين على كل المرشحين في الانتخابات الرئاسية تقديم ملفات ترشحهم شخصيا. وإذا جرى تطبيق ذلك فإنه سيعني أن بوتفليقة لن يخوض الانتخابات.
وكان عشرات الآلاف من المحتجين في أنحاء الجزائر تظاهروا طوال الأحد، الذي كان آخر مهلة لتقديم طلبات الترشح، مطالبين بوتفليقة بعدم تقديم أوراق ترشحه في الانتخابات المقررة في 18 أبريل.