في فجر يوم بارد من فبراير الماضي، اقتحم جنود إسرائيليون منزل فلسطيني كفيف في بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، ولم يخرجوا منه إلا بعد أن تركوه مضرجا بدمائه، وروعوا عائلته.
وروت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في تقرير لها، الجمعة، تفاصيل قصة منذر مزهر (47 عاما)، الذي يعاني من السكري وفقد بصره من سنوات ولا يستطيع السير إلا بمساعدة آخرين.
كما يضطر مزهر، وهو موظف متقاعد، إلى الذهاب للمستشفى 3 مرات أسبوعيا، بسبب إصابته بالفشل الكلوي.
تفاصيل الاعتداء
ولكن يبدو أن حالة هذا الإنسان المنهك بالأمراض لم تشفع له عند الجنود الإسرائيليين، الذين اقتحموا منزله ووصلوا إلى غرفة نومه، حيث انهالوا عليه لمدة 5 دقائق بالضرب واللكمات، التي أصابت حتى عينيه اللتين فقد الإبصار بهما.
ولم تفلح محاولات زوجته اليائسة في ثني الجنود عن مواصلة "حفلة الاعتداء"، دون أن ينطقوا بأية كلمة تفسر ما يحدث، وفق الصحيفة.
وكان للأطفال أيضا نصيبهم من الترويع، إذ أجبر الجنود الإسرائيليون أطفاله الأربعة على الركوع ووجوههم موجهة نحو الحائط.
ونقل الأربعيني مزهر إلى المستشفى، بعد أن تسبب الاعتداء بنزيف حاد في الوجه، إلى جانب جروح في كتفيه، ويعاني حاليا من آلام في الفك ويواجه صعوبة في تناول الطعام، مما يعقد حالته الصحية الصعبة أصلا.
وقالت شقيقته ميسون للصحيفة "لقد ضربونا جميعا. الاحتلال يضربنا كلنا. وهذه ليست المرة الأولى التي يضربون فيها إنسانا بلا سبب، وبالطبع لن تكون الأخيرة".
تبرير الاعتداء
من جانبه، قلل الجيش الإسرائيلي، في بيان، من شأن ما حدث للفلسطيني الكفيف، قائلا إنه أصيب إثر "ردة فعله" التي عرقلت عملية اعتقال شخص تبحث عنه إسرائيل.
وقال الباحث في مؤسسة "بيتسليم "الحقوقية الإسرائيلية، التي توثق الانتهاكات في الأراضي المحتلة، موسى أبو هشهش، إن حادثة مزهر كانت "أكثر حالة صادمة قام بتوثيقها".