رغم عدم ترشحه بشكل رسمي في الانتخابات الرئاسية بالجزائر، إلا أن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة متواجد بقوة في المشهد الانتخابي، عبر أنصاره الذين أكدوا في أكثر من مناسبة ترشحه.
وتنتشر صور الرئيس بوتفليقة الذي يتوقع أن يترشح لفترة رئاسية خامسة رغم مرضه، بقوة في الشارع الجزائري، رغم غيابه الشخصي عن المشهد السياسي. وذلك عبر الأحزاب الموالية له والتي تدفع لاتجاه ترشحه.
ويستعد الموالون لبوتفليقة لتجمع ضخم في التاسع من الشهر الجاري، تمهيداً لإعلان بوتفليقة المحتمل عن ترشحه مجدداً.
وأمام هذا الواقع ومع بدء العد العكسي للانتخابات المقررة في التاسع من أبريل المقبل، تحاول أطراف في المعارضة الدعوة لعقد لقاءات مع الأحزاب المختلفة علها تجد سبيلاً للاتفاق على مرشح واحد، خصوصاً إذا تأكد ترشح بوتفليقة.
وتنطلق تلك الدعوات من منطلق أن الاتحاد في منافسة بوتفليقة قد ينجح في هزيمته، وهو المدعوم من منظومة متغلغلة في البلاد منذ عقود، يصعب الوقوف في وجهها إن بقيت المعارضة متشرذمة على حالها.
لكن التوصل إلى اتفاق على مرشح واحد، يبدو مهمة صعبة جداً بحسب مراقبين إن لم تكن مستحيلة أصلاً، فأحزاب المعارضة تشهد اختلافات كبيرة فيما سواء في المواقف والأيديولجيات أو غيرها.
وهناك من يرى أن أحزاباً محسوبة على المعارضة مثل حركة مجتمع السلم لا تتعدى كونها معارضة شكلية للسلطة لا أكثر.
وهناك أيضاً أحزاب المعارضة التقليدية كالتجمع من أجل الثقافة والديموقراطية وجبهة القوى الاشتراكية، التي دعت إلى مقاطعة الانتخابات، معللة ذلك بعدم توفر شروط لتنظيم انتخابات نزيهة.
وتدعو أحزاب وشخصيات مستقلة أخرى إلى تغيير النظام ككل، مثل حزب جيل جديد وطلائع التغيير، والجنرال المتقاعد علي لغديري الذي فاجأ الجميع بترشحه للرئاسة.
كما أن أياً من مرشحي المعارضة المطروحة أسماؤهم، لا يملك قاعدة شعبية واسعة يمكن البناء عليها، في مواجهة بوتفليقة.